الكأس ..عودة الروح

الرياضة 2021/06/23
...

خالد جاسم
 
حتى زمن قريب كانت جماهيرنا الكروية تترقب بشوق ولهفة موعد رفع الستارة عن مسرح أحداث بطولة كروية كبيرة ومهمة لا تقل في حجمها ومساحة أهميتها عن بطولة دوري الدرجة الأولى ( الممتاز في ما بعد )، وهذه البطولة هي بطولة كأس العراق التي كانت تجمع أندية الدرجتين الأولى والثانية بل وحتى الدرجة الثالثة في بعض المواسم في مشوار تنافسي جميل ومثير جدا، وكثيرا ما كانت تنتهي العديد من جولات ومواجهات الصراع في تلك البطولة الأثيرة والراسخة في أرضنا الكروية المعطاء بنتائج تقترب من المفاجآت المدوية مع ما يثمر عنها من فرص إبداع حقيقية تتجسد في تألق وبروز الكثير من المواهب التي لم تسنح لأصحابها فرص إثبات الجدارة في مباريات الدوري، كما شجعت البطولة على تفجر الطاقات الكامنة والمواهب الحبيسة في دوري الدرجة الثانية أو دوري المظاليم كما يقولون لتكون بطولة الكأس رئة التنفس و- كارت - الشهرة للكثيرين، وبالرغم من أن دوري الدرجة الأولى كان شغالا على مرحلتين وتتبارى كل الفرق مع بعضها ذهابا وإيابا وليس بنظام المجاميع وبلا توقفات أو تأجيلات، إلا في حالات نادرة أو إستثنائية، ومع أن مباريات بطولة الكاس كانت تنطلق في معظم المواسم قبل صفارة البداية لدوري الكرة، لكنها كانت تشكل فرصة ذهبية للمدربين في زج العناصر الشابة والموهوبة في مبارياتها لا سيما أن بعضا من هؤلاء قد تنحسر فرص تواجدهم كلاعبين أساسيين مع فرقهم في مباريات الدوري التي كان فيها اللاعب يخوض ما لا يقل عن 30 مباراة حقيقية وليس نصف هذا العدد أو أقل من المباريات في ظل الإصرار منذ مواسم على تجريب نسخ موتورة ولا تمثل وجها حقيقيا لمسابقة الدوري . استذكرت تلك المحطات من بطولة الكأس بعد أن استبشرنا خيرا في خطوة اتحاد الكرة في إعادة الروح الى جسد هذه المسابقة التي كانت مودعة في ثلاجة الأموات طوال مواسم خلت، لكن اتحادنا قد أعاد تفعيل وتنشيط المسابقة واقترابها من الخاتمة بنهائي مرتقب يجسد الكلاسيكو الحقيقي للكرة العراقية ممثلا بالناديين الكبيرين القوة الجوية والزوراء، بعد أن رفض الاتحاد المعني الرضوخ لمزاجية إدارات بعض الأندية التي كانت تريد القفز على معايير وضوابط تستند الى مبدأ الثواب والعقاب في لوائح المسابقات، وهو أمر يعمق فينا الشعور بالأمل في مغادرة منطق الفوضى السائدة من جهة ويعكس قوة وعزما من اتحاد الكرة تجاه أندية ملزمة بالمشاركة في بطولات الاتحاد الرسمية وليس التعاطي مع تلك البطولات وفق ذهنية مزاجية وخيار انتقائي من جهة ثانية، برغم يقيني الشخصي أن تلك الأندية هي الخاسرة أولا وأخيرا ليس لفقدانها فرص التنافس على لقب بطولة هي وفق المعايير الفنية والاعتبارية تبقى أكبر وأهم من مسابقة الدوري، بل وخسارتها فرص تجريب لاعبيها الشباب وأصحاب المواهب من الذين تقتل طموحاتهم على دكة البدلاء نتيجة تعكز المدربين على ضالة فرص إشراك هؤلاء في مباريات الدوري في تعامل غريب وعجيب مع منطق كروي صحيح لا سيما بعد أن جدد الاتحاد العمل بمقترح تنظيم الدوري الرديف الذي لم يلاق هو الاخر ترحيبا وتفاعلا من معظم الأندية المشاركة في الدوري الممتاز التي تبقى العديد من إداراتها تتعاطى مع منطق البناء الجاهز والافتقاد الى الرؤية المستقبلية في البناء الكروي الصحيح .