المدرب سامر سعد: الكرة النسوية تشكو الإهمال وغياب الدعم

الرياضة 2021/06/30
...

 بغداد: عبير العزاوي
  
حرص مدرب نادي الزوراء للسيدات سامر سعد على العمل مع الفرق الكروية النسوية، ولديه مشروع لتطوير كرة القدم النسوية، من خلال اكتشاف المواهب الصغيرة وتشجيعهن على اللعبة وتطوير قدراتهن الفنية،  «الصباح الرياضي» التقته للحديث عن تجربته في مجال التدريب كونه حاصل على شهادة الماجستير، ويعمل تدريسيا في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة/ جامعة بغداد، كما مثل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات، وكذلك اندية الجيش والشباب والعدل، وشارك  في العام 2012 ضمن برنامج مدربي الرؤيا الاسيوية للاتحاد الاسيوي، وبعد عودته من قطر رشحه اتحاد كرة القدم ليكون احد مدربي المشروع النرويجي (المشروع التعاوني لبناء براعم كرة القدم في العراق)، الذي كان يهدف الى تنمية براعم كرة القدم بالمساواة بين البنين والبنات، ما منحه الفرصة للتعرف اكثر على هذا الجانب، وكانت البداية مع المدارس النرويجية عام 2012، وبعد توقف المشروع النرويجي عام 2015 واصل تدريب الفرق النسوية في عدد من الاندية.  
 
شهادات تدريبية
وقال المدرب سامر سعد (34) عاما الحائز على شهادة الدبلوم بكرة القدم من جامعة لايبزك الالمانية وشهادة A من الاتحاد الالماني لكرة القدم، مع معايشة مع نادي اربي لايبزك الالماني: إن « التجربة الالمانية الاوربية كانت مميزة بكل تفاصيلها، إذ إن الاحتكاك والتعلم من مجتمع كروي محترف مثل المانيا له ميزة في صناعته وصقله في مجال التدريب»، وبيّن انه « حصل على اعلى الشهادات التدريبية الاسيوية A و L2  في كرة الصالات، لكن العمل والدراسة في البلدان المتطورة يختلفان كثيرا، وقد اكسبه ذلك المزيد من الخبرات التي يأمل نقلها الى منتخباتنا الوطنية النسوية «.
واضاف قائلا: إن « العمل على مشروع رياضي طويل الأمد هو الأهم، لأن جميع الاتحادات العالمية تعمل على هذا النوع من التنظيم والتخطيط، وذات الأمر ينطبق على صعيد كرة القدم النسوية فالأمر يتطلب ستراتيجيات طويلة الأمد على المستوى المحلي لبناء وتوسيع القاعدة»، مؤكداَ انه « حمل من المانيا مشروعا من اللجنة الاولمبية الالمانية لتطوير كرة القدم للسيدات تحت عنوان (المساواة)، لكن لم يهتم احد
 بالمشروع».
 
تجربة بلادي
 وعن تجربته المحلية اوضح سعد انه « درب فريق نادي بلادي النسوي اكثر من اربع سنوات، وحقق معه الكثير من الانجازات، إذ اصبح فريقا منافساً شرساً على الالقاب وهذا لم يأت من فراغ بل بالعمل والاجتهاد والصبر، اضافة الى تعاون الجهاز الفني واللاعبات، مؤكدا انه عمل بميزانية ( صفر) ما اعاق الاستمرار بتحقيق الانجازات». 
ونوه “ بالحاجة الى مشروع وطني كبير وبرنامج حقيقي مدعوم من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة، يهدف الى تطوير كرة القدم على مستوى القاعدة ثم ننتظر نتائجه قرابة 5 او 8 سنوات،  بشرط توفر ميزانية مستقلة مخصصة للرياضة النسوية ولكرة القدم على وجه الخصوص”. 
 
الرياضة والمجتمع
وبشأن دور المجتمع في النهوض بواقع الرياضة النسوية، بيّن سعد ان «الرياضة جزء لا يتجزأ من المجتمع، تؤثر وتتأثر به، وان العادات والتقاليد والافكار السلبية لبعض الأسر تجاه الرياضة تؤثر في عملية انخراط الفتيات في كرة القدم، ما يتطلب توعية وتغيير نظرة المجتمع تجاه الرياضة من خلال وضع خطط لرعايتها، وهي عملية ليست معقدة بل سهلة بتواجد المختصين». 
وأكد أن الرياضة النسوية « تعاني من الاهمال وغياب الدعم المالي والمعنوي، وان عدداً قليلا من الاندية الرياضية تهتم بتشكيل الفرق النسوية بشكل عام، اما على مستوى كرة القدم فهي متباينة، فجهود الفرق جهود ذاتية في صناعة وتطوير لاعباتهم وهذا يجعل من الصعب الارتقاء الى المستويين القاري والدولي، ولهذا فان كرة القدم محلياً نراها متواجدة وقاريا نراها فقيرة جدا من حيث الامكانيات». 
 
عراقيل
وعن أهم العراقيل التي يواجهها مدرب الفرق والمنتخبات النسوية، شدد المدرب سعد على  ان “ العراقيل موجودة في كل مكان وزمان، لكن متى ما كانت هناك ادارة جيدة توفر مستلزمات ديمومة الفريق فان العراقيل ستتلاشى»، مبينا ان « اكبر العراقيل التي يواجهها المدربون هي عملية نقل اللاعبات الى اماكن التدريب، بالاضافة الى قضية التخصيصات المالية، اما على صعيد المنتخبات فعملية تجميع اللاعبات لإقامة معسكر امر لا يتوفر دائما لكون اللاعبات من مناطق مختلفة في العراق». 
وبدا سعد « أكثر تفاؤلا بمستقبل الرياضة النسوية لاسيما على المستوى المحلي، لكن لابد من الارتقاء بها عربيا ودوليا، موضحا ان « اقامة الدوريات والمسابقات المنتظمة ستزيد من عملية التطور وانخراط الكثير من اللاعبات في الرياضة، داعيا المؤسسات الى توفير الدعم ولو بشكل بسيط لفرقها النسوية».