أميركا وفرنسا والسعودية تبحث الأزمة اللبنانية

الرياضة 2021/07/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
في وقتٍ بات يشعر فيه اللبنانيون بأن بلدهم لم يعد يمثل أولوية في سلم اهتمامات الدول الكبرى الفاعلة في الملف اللبناني، جاء تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأربعاء بأن الازمة اللبنانية كانت موضع بحث له مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي فيصل بن فرحان لترسم بارقة أمل لـ"الحل" لدى المعنيين بعد الأبواب الموصدة التي وصلتها مساعي الحل داخلياً. 
أنتوني بلينكن أكد أن الوزراء الثلاثة شددوا على "ضرورة أن يتحلى القادة السياسيون اللبنانيون بالمسؤولية من خلال تطبيق إصلاحات طال انتظارها وتفضي إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف معاناة الشعب اللبناني". 
في هذه الأثناء ينتظر المراقبون في بيروت أن يعلن الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته إلى بيروت عن وجهة بوصلته السياسية إزاء مسألة الاستمرار في مهمته بتشكيل الحكومة والتعاطي مع قصر بعبدا بشأن العقبات التي مازالت تعترض المسار الحكومي ولاسيما مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة الرئيس عون والعقبات الأخرى، أم صارت لديه قناعة ما، بعد سفرته التي شملت الإمارات وتركيا وربما يصل أخيراً إلى ضفاف الاعتذار الذي حاول ويحاول تجنبه حتى الآن على الرغم من مرور فترة طويلة على تكليفه من دون تحقيق نتيجة تذكر في وقت تنزلق فيه البلاد إلى أسوأ الأزمات 
الاقتصادية والاجتماعية.
نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش من جهته لم يستبعد أن يقدم الحريري بعد عودته على الاعتذار بقوله: إن "قرار اعتذار الحريري وارد منذ شهر وهو خيار أساسي"، وأردف علوش في تصريح صحفي أن "ما دفع الحريري الى تأجيل الاعتذار هي مبادرة الرئيس بري التي أعطت زخماً جديداً للعملية السياسية الى جانب قاعدة تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين، إضافة الى ان كتلة المستقبل كانت حاسمة باتجاه عدم الاعتذار لأسباب تتعلق بالمواجهة مع رئيس الجمهورية، أمّا لناحية رئيس مجلس النواب نبيه بري فدوره واضح بشأن ايجاد المخارج في حال جهوزية فريق رئيس الجمهورية".
الى ذلك، اتهم الوزير السابق محمود قماطي أميركا والغرب ودولاً عربية لم يسمها بالتآمر على لبنان ومحاصرته، مشدداً على أنّ "الفساد الداخلي قد طغى، والنهب والسرقة والاحتيال كان السبب الرئيسي لما وصلنا إليه من أزمة، ولكن هذا لا ينسينا أنّ الأميركيّين والغرب ودولًا عربيّةً يتآمرون علينا ويحاصرون ويصادرون أموالنا، ويمنعون أن تدخل العملة الصعبة إلى بلدنا ويطوّقوننا بكلّ قوّة لكي نستسلم ولن نستسلم"، وأضاف قماطي  أنّ "ما نراه اليوم من المسؤولين والمعنيّين عن تشكيل السلطة، أنّ قلوبًا قد تحجّرت ومشاعر قد تجلّدت وأنّ ضمائر قد ماتت، ولم نعد نرى من المسؤولين في هذا البلد أيّ شعور بالمسؤوليّة وأيّ شعور مع الشعب ومع الألم والأمل؛ وكلّ ما نراه هو التركيز على المصالح السياسيّة بعنوان مصالح الطائفة والمذهب والصلاحيّات".
في غضون ذلك تستمر معاناة اللبنانيين مع مختلف القطاعات الحياتية التي اكتنفتها الأزمات الخانقة وكان لقطاع الكهرباء حصته من العتمة والانهيار جراء عجز الدولة عن تجهيز التيار الكهربائي بسبب ازمة المحروقات، فيما اضطر أصحاب المولدات الأهلية الى إطفاء مولداتهم بسبب نفاد مادة الگاز.