نهضة علي
تقع القبة الزرقاء او ما تسمى كذلك بقبة بغداي خاتون في الجزء الشمالي من قلعة كركوك ويحيطها سور عالٍ ذو بناء متين من الداخل يكون على شكل ممر ببوابات قوسية، وله بوابة خارجية تؤدي الى الدخول في فناء تتوسطه القبة المثمنة والتي اجريت عليها تعديلات في البناء عبر الزمن، اذ يعكس طراز بنائها العمران والنقوش القديمة، ويعود الى مئات السنين، وبالرغم من القدم فانها ما زالت محتفظة بالنقوش والكتابات على جدرانها، وتعكس لناظرها اصالة الحضارة العراقية القديمة.
قبر الفتاة الثرية
حيكت حول الموقع الآثاري الذي يقع في مقدمة القلعة عند دخولها من باب المدفع روايات تناقلت عبر الزمن، المختص في الآثار اياد حسين اكد لـ {الصباح}، {ان قبة بغداي خاتون بنيت في سنة 762 هجرية وقد توالت الكثير من الروايات عن حكاية بنائها، فقد قيل انها بنيت من قبل احد الاثرياء في العصور القديمة آنذاك، وحسب المصادر التاريخية، فان الرجل غني وذو جاه وقد بناها عند قبر ابنته التي تدعى بغداي خاتون وهي فتاة تبلغ من العمر 24 عاما وقد كانت تنوي الحج متوجهة الى مكة وتوفيت في المكان المذكور ودفنت هناك، ما جعل والدها يبني لها هذه القبة المثمنة الشكل}.
مضيفاً {ان هناك روايات اخرى تقول ان القبة بنيت من قبل احد المهتمين بالعمران من الملوك وعلى طراز القبة الموجودة في سمرقند وبالنقوش والقبة والارتفاع ذاتها}، موضحا انها {تعد موقعا اثريا وحضاريا مهما لو استثمر سياحيا، ولا تزال الى الوقت الحالي تحتفظ برونقها الاثري وطرازها المعماري}.
زرقاء ام خضراء ؟
ولفت حسين الى أنه {بناء مرتفع مغلق من جميع الجوانب وتعلوه قبة ثمانية الشكل، وقد اجريت عليها بعض الترميمات من قبل دائرتهم واستبدل شكل قبتها بالدائري على شكل نصف كرة بناء ومربعة من الداخل، ولها طراز معماري متميز مبني من الطابوق الاحمر والنورة والجص يشبه المساجد التي اقيمت في محطات الاستراحة للقوافل في العصر الذي تعود له، وتزين جدرانها زخارف كتابية واشكال هندسية ما بين المربع والمستطيل، يعلوها الشكل القوسي، وفيها نقوش محتفظة باللون الذي طليت به وهو القاشاني الملون الذي يبدو للرائي انه اخضر مزرق او يميل الى اللون الازرق اكثر، ولكن تقادم الزمن وتجمع الاتربة والعوامل المناخية طغت على التلوين بشكل واضح، لكنه احتفظ بزرقة لونه، ولهذا سماها البعض بالقبة الزرقاء، واطلقت عليها تسمية القبة الخضراء كذلك}.
واوضح ان {قطر القبة يبلغ خمسة امتار وطولها عشرة امتار، ورفع البناء على ارضية متينة البناء بطابقين جدار الطابق الاول ويمثل الجزء الوسطي، ويحتوي على ثلاث نوافذ للاضاءة ومدخل الى الداخل وتتركز فيه النقوش والكتابات، اما الطابق العلوي فيضم القبة ذات الثمانية اركان وترتكز على أربعة أقواس نصف دائرية، ويحوي الطابق الأرضي في داخله حفرة مستطيلة الشكل طولها ثلاثة امتار، وعرضها اكثر من مترين، أما العمق فيبلغ مترين ويقال انها تضم رفات الفتاة، وتعرضت القبة للتهالك وسقوط بعض القطع من بنائها خاصة المربعات الكتابية وتحتاج الى الصيانة والتأهيل}.
معارض وجلسات شعرية
الناشطون والفنانون والادباء في كركوك، واعتزازاً منهم بتراث الاجداد والاصالة العراقية والذي يمتد منه حاضرهم اختاروا أن تكون القبة المذكورة التي تتوسط القلعة مكانا لاقامة بعض المعارض الفنية او الجلسات الشعرية او بعض النشاطات الفنية في اوقات سابقة، وتوقفت لفترة حفاظا على المواقع الاثرية من التهالك اكثر، ومن اجل اكمال صيانة اجزائها بناء على توجيهات هيئة التراث والآثار، الا انها عادت لاقامة نشاطات مختلفة، منها التراثية والشعبية، وقد تعود الى قبة بغداي خاتون ايضا، كونها من ضمن القلعة.