في انتظار أصعب مهمة دولية .. منتخبنا تتقاذفه الأمواج وعائم من دون مرسى !

الرياضة 2021/07/07
...

  بغداد: جاسم العزاوي 
 
جميع المنتخبات الاسيوية التي ستخوض غمار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة في قطر منشغلة في طريقة اعداد منتخباتها لتكون في اتم الجاهزية البدنية والنفسية والفنية، ان لم يكن بعضها قد انهى اقرار برنامجه وتوفير مستلزمات الاعداد والاستعداد للظهور المشرف من خلال استقرار الملاكات الفنية والادارية واختيار اللاعبين الجاهزين المؤهلين لخوض التحدي الصعب، وتحديد نوعية وحجم المباريات التجريبية وايفاد المندوبين لاستقراء وضع الخصوم وتقديم التقارير المتكاملة عن قدرة المنتخبات المنافسة على تشكيل حواجز وضغط امام تطلعاتها لخطف بطاقات التأهل وبيان الجوانب الايجابية والسلبية التي يتصف بها الخصوم واحترام الوقت المتبقي.
في حين ما زال منتخبنا تتقاذفه الأمواج بين راغب باستمرار كاتانيتش ومن يبحث عن مدرب جديد، وبين من يرى ضرورة استدعاء من يحلو له من اللاعبين المغتربين ومن ينتصر للاعب المحلي، الى جانب المواجهة المستمرة بين مؤيدي المدرب المحلي ومن يرون المدرب الاجنبي هو الافضل في مثل هذه الظروف .. وفي المحصلة فان منتخبنا عائم من دون بوصلة ولا مرسى محدد حاليا يحتضن تطلعاته بالرغم من الآمال الكبار التي يعلقها عليه الجميع لتكرار تجربة اللعب في نهائيات كأس العالم بعد تأهل سابق عام 1986 . 
الاماني والدعوات ليست كافية لتحقيق المراد وعلينا التعامل بواقعية مع مسألة التأهل، وإن رأى البعض أن الفرصة (سهلة او سانحة) في ظل تواجدنا بمجموعة تشكل فرقها باستثناء كوريا وكأننا في بطولة غرب آسيا! .
مباريات التصفيات ستكون بلا شك صعبة جدا، وكل الفرق المنافسة تمتلك الفرصة، والبقاء سيكون للأقوى ومن يستعد جيدا، ولا مجال للضعيف والمتراجع في التقرب للقمة وتشكيل التحدي المناسب لتحقيق الآمال. مسألة القوة والضعف للمنتخبات لا يحددها الاسم والتاريخ في مثل هذه البطولات، ولا يمكن المراهنة على الحظ والرغبة في الفوز فقط إن لم يقترن ذلك بقوة الارادة التي تستند الى عوامل عقلانية وواقعية تتعلق بنوعية اللاعبين وخبرة الأجهزة التدريبية والادارية وتوفير مستلزمات الاعداد المناسب والرغبة في تحدي الظروف والصعاب لدى الجميع، مع ضرورة وجود منظومة اعلامية متكاملة مصاحبة للعمل الفني والاداري تضم مجموعات يحدد عملها لتنطلق مبكرا في رسم وتقريب صور وتقارير مختلفة يحتاج اليها الملاك التدريبي، ولتحقيق اجواء ايجابية تحيط بالمنتخب، فضلا عن ضرورة تقديم اللجان الفنية في التطبيعية لمنهاجها الاستعدادي وتصوراتها الفنية عن وصول لاعبينا للجاهزية في مدد زمنية مناسبة .
ويتوجب أيضا تحديد شكل الملاك التدريبي ونوعية اللاعبين الذين سيدافعون عن سمعة الكرة العراقية ومكانتها بما يوازي حجم تطلعات الجماهير الكروية وعشقها للمنتخب والكرة العراقية، من خلال مؤتمر صحفي موسع تبين فيه شكل وحدود واطار العمل للملاك الفني ومستوى الدعم الحكومي والتعاون بين الجهات والمؤسسات الرياضية، وتوفير مستلزمات الاستعداد وبيان خطوات العمل وفق جدول زمني محدد . 
ان الاختباء وراء التصريحات المضطربة والمتباينة لا يعفي اللجنة التطبيعية من المسؤولية الاخلاقية والقانونية لاطلاع الراي العام الكروي على ما يجري، وكيفية التحضير والاستعداد لأهم حدث عالمي بدلا من محاولة لفت الانتباه للتعاقد مع مدرب لمنتخب اولمبي لا يمتلك بطولة عالمية مهمة قريبة، أو لمدير فني للاتحاد لن يفيد المنتخب الوطني في مهمته المقبلة بشيء . 
على المسؤولين في اللجنة التطبيعية بيان ما يقدمونه من جهد في هذا المجال، لاسيما في كيفية التهيؤ وتوفير الاموال والعمل على تشكيل اللجان المختلفة التي سيحتاج اليها المنتخب، بدلا من اتخاذ الصمت، ثم التعكز على ان العمل مستمر بتكتم لكي تكتمل الصفقات وكأننا سنتعاقد مع زيدان أو غوارديولا أو سيميوني! .
من حق الجماهير والصحافة والاعلام أن يعرفوا ماذا يجري للمنتخب، وكيف سيكون شكله وصورته وجهازه التدريبي والاداري في التصفيات المهمة لكل العراقيين الذين يحدوهم الأمل بفرحة طال انتظارها، ولن يسامحوا من يسهم في وأد الحلم المنتظر. 
لم يتبق على موعد انطلاق التصفيات النهائية سوى ايام تعد قليلة جدا في عمر الزمن التدريبي الافتراضي الاستعدادي، ولذلك لا نجد ضيرا بتكليف مدرب محلي، ونحن نمتلك القدرات التدريبية المؤهلة والقادرة على تهيئة منتخب منافس لو توفرت لها مستلزمات العمل المطلوبة، ولابد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لأنه وفق ما يطرح وما نسمع، فإن كاتانيتش لن يستمر، والتعاقد مع مدرب اجنبي يحمل اسما وفكرا تدريبيا متطورا لن يحدث في ظل عدم تواجد الاموال وضرورات الزام المدرب بتأهيل المنتخب للنهائيات العالمية، لذلك لابد من التفكير الجدي بتحديد يوم لدعوة لاعبي المنتخب للتجمع واستدعاء المحترفين وبعض الاسماء التي كانت لها تجربة ناجحة مع المنتخب، ثم الاطلاع على قدراتها وامكانياتها لتمثيل المنتخب بافضل صورة بدلا من قتل الوقت بالانتظار .
في تصفيات البحرين الاخيرة رافق اداء اللاعبين الكثير من الاخطاء والهفوات، فلابد من تقييم عملي لما جرى، والعمل على التصحيح وايجاد البدائل التي تساعد على تغيير صورة الاداء للمنتخب، لاسيما أننا نمتلك لاعبين وقدرات تستطيع ان ترتقي بمستواها لو وجدت التحفيز والتشجيع والقدرة على استنهاض هممها وتفعيل قدراتها وامكانياتها، وتطوير طريقة التفكير في التعامل مع مباريات كبيرة تحتاج الى التركيز العالي والجهد البدني والنفسي المتقدم، لانها مباريات حسم لا تحتمل الاخطاء ومجال التقويم فيها محدود
 جدا .
يبقى لزاما على الحكومة ان تعلن بشكل واضح وصريح دعمها لمسيرة المنتخب الوطني في مشواره نحو التأهل لنهائيات كأس العالم في قطر وترجمته واقعيا، وعلى التطبيعية التكثيف من تحركها لحسم الموضوع وتوفير الاموال، وتحديد اماكن الاستعداد، وتقديم الدعوات المبكرة للعب المباريات الاستعدادية وتحديد اماكنها، بما يتناسب مع جدول مباريات منتخبنا في التصفيات .