فحل التوت

الرياضة 2021/07/12
...

 
كاظم الطائي
لم يتبق سوى خمسين يوما بالتمام والكمال لانطلاق التصفيات الاسيوية النهائية المونديالية وبقي امر المدرب وطاقمه المساعد لتولي مهمة الاشراف على فريقنا الوطني في غياهب المجهول، مع ان الهيئة التطبيعية استقدمت مدربين اجنبيين لقيادة منتخبي الاولمبي والفئات العمرية باشرا العمل منذ ايام وتم تقديمهما لوسائل الاعلام.
ومع اقتراب زمن المنافسات بداية ايلول المقبل وتمتع منافسينا في المجموعة الاولى بالاستقرار الفني على ضوء تواصل ملاكاتهم التدريبية في اعداد فرقهم للتصفيات ووضع منهاج مكثف من الاستعداد الامثل عبر اجراء لقاءات ودية مع منتخبات عالمية مثل الارجنتين ومنتخبات اسيوية متقدمة، نتطلع الى اعلان اسم المدرب الجديد بعد ان طويت صفحة السلوفيني كاتانيتش .
ارتبطت كرتنا منذ عقود بمدربين اجانب من مختلف المدارس وبعضهم كان مدرب طوارئ مثل ايفرستو الذي تمت استعارته من المنتخب القطري في مونديال المكسيك في العام 1986 وعاد للدوحة بعد انتهاء مهمة فريقنا من دورها الاول، وتولى ايضا الصربي بورا قيادة منتخبنا الاول في بطولة كأس القارات في العام 2009 وغادر بعدها الى مقر عمله في قطر. 
في بطولات الخليج وكأس العالم العسكرية والاسياد والاولمبياد كانت بصمة المدرب العراقي واضحة بالرغم من تواجد اشهر مدربي العالم في البلاد العربية، ولاسيما في الكويت والسعودية وقطر والامارات وسلطنة عمان وغيرها، وحقق شيخ المدربين الراحل عموبابا العديد من الالقاب وتم الاستغناء عن امهر الاسماء الساطعة لعدم نيلها البطولات في حينها امثال دون ريفي وزاغالو وكارلوس البيرتو بيريرا وبوشكاش وغيرهم .
البعض يعد المدرب الاجنبي كـ (فحل التوت بالبستان هيبة ) لكنه يصبح وبالا في احايين كثيرة حينما تغيب المعايير المطلوبة لتوليه المهمة التدريبية، ويضع حواجز فاصلة مع لاعبيه جراء غيابه المستمر عن البلد وعدم معرفته بالتشكيلة الافضل لابتعاده عن المنافسات المحلية، وسوء اختياراته للعناصر الاساسية والبديلة، ولا تجد له اثرا في الخطط المرسومة وتطوير الاداء وتنمية المهارات، وتصر ادواته على اللعب العقيم والكرات الطولية البعيدة وانحسار الجمل التكتيكية وضعف الخطوط .
المرحلة المقبلة تحتاج الى مدرب شجاع يتعامل باسلحة اكثر قدرة على التحدي وكسب الجولات. وليس شرطا ان يكون من الخواجات او اصحاب العيون الملونة والشعر الاشقر، وله طاقم مساعد من اهل الاختصاص للياقة البدنية والفنية والنفسية والمهمات اللوجستية لفرض اسلوب مغاير عن المرحلة المنصرمة، واختيار التشكيلة المناسبة التي تقاتل في الملعب وليس كأنها في نزهة، ولا تفرط بفرصة يمكن استثمارها بدقة، اليس كذلك ؟