بناء العضلات للنساء يبرز الأنوثة ويقلل الإصابة بهشاشة العظام

الرياضة 2021/07/13
...

 كتبت: عبير العزاوي
في العام 2009 هاجرت بطلة كمال الاجسام مروة حسين الى أميركا وهي في عمر لم يتجاوز الحادي والعشرين عاما حيث ارادت ان تحقق احلامها في الغربة. 
تنتمي مروة لاسرة بسيطة، ولم تكن لديها في العراق اي اهتمامات رياضية، عملت في عدة وظائف في مطاعم وفي مجال الترجمة وغيرها، لكنها لم تتمكن من تحقيق حلم الدراسة الجامعية بسبب وضعها المعيشي هناك الذي يتطلب منها العمل لساعات طويلة.
 
بدأت قصة مروة مع الرياضة بعد زواجها وانجابها لابنتها الاولى، حيث وجدت ان جسمها قد تغير كثيرا بسبب الحمل والانجاب لاسيما وانها كانت تعاني منذ صغرها من السمنة وتراكم الشحوم في اجزاء من جسمها، ولانها إيجابية وتمتلك ارادة لتغيير نفسها وشكلها وسعيها للحصول على جسم صحي ورياضي لذا باشرت فوراً بعد الولادة بإتباع حمية صحية، وممارسة تمارين رياضية وبثها عبر فديوات حتى عرفت مروة على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة، ثم انشأت لها موقعها الخاص بالرياضة والفتنس، تحث من خلاله متابعيها على ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام حمية صحي وتنصحهم على الإيجابية في التفكير، وكانوا يتأثرون بها وبنصائحها، وبسبب نشاطها هذا حصلت مروة على شهادة تدريب معتمدة. 
تخصصت مروة حسين في رياضة كمال الاجسام، والتي تعدها من أصعب الرياضات لأنها تتطلب التزاما عاليا، ومن خلال تمارين الحديد بدأت مروة تلاحظ التغييرات فيَ مظهرها الخارجي والتناسق وشد الجسم، بالاضافة الى التغير النفسي، حيث اصبحت هذه التمارين تشكل  مصدر سعادة  لها وراحة ووسيلة لطرد الطاقة السلبية من داخلها بسبب ضغوطات الحياة اليومية.
 
بطولات
شاركت مروة في عدة بطولات محلية على مستوى الولاية التي تعيش فيها، أول بطولة لها كانت في عام 2015، وكانت اللاعبة العراقية الوحيدة المشاركة فيها، وقد اثارت اهتمام المنظمين عندما كتبت في الاستمارة انها من العراق.
وتعرضت مروة الى انتقادات عديدة من قبل البعض اثناء مشاركتها في البطولة، وفي اليوم الثاني شارك لاعب عراقي مغترب بالبطولة ذاتها نال الرضا وكتبوا عنه مديحا ووصفوه بالبطل، وهو امر تراه غير منصف ومجحفا بحقها. 
 
هرمونات
تقول مروة: “ لو كنت في العراق لما استطعت ان امارس هذه اللعبة، لكن في أميركا الامر يختلف، حيث تتوفر الفرص لممارسة النساء ما يشأن من الالعاب، وقد مارست هذه الرياضة بكل حرية، كما انني اتمرن بشكل طبيعي بدون استخدام اي نوع من الهرمونات، علما انه من الصعب لامرأة ان تصبح لاعبة كمال أجسام بدون هرمون، وهذا ما احاول اثباته ليس في العراق وحسب وانما في المجتمع العربي بشكل عام وهو امكانية الحصول على جسم رياضي وصحي وجميل مع الحفاظ على انوثتي وذلك من خلال الرياضة». 
ولم تتواصل مروة مع الاتحاد العراقي لكمال الاجسام، لاعتقادها بانها لن تلقى من القائمين على الاتحاد الاهتمام والدعم المطلوبين، حيث تتركز الرعاية على اللاعبين الرجال فقط بحسب قولها.
 
الأسرة
مروة متزوجة من اميركي مسلم، وهي ام لطفلين زهراء وعلي، ولم يكن زوجها في بداية الامر راضيا عن ممارسة زوجته رياضة كمال الاجسام، بسبب زي اللاعبات وهو  “بكيني”، وايضا بسبب الالتزامات في البطولات التي تقام، حيث يتطلب التحضير للبطولة من ستة اشهر الى السنة، فضلا عن الروتين القاسي من ناحية الأكل والتمرين والكثير من الأمور التي قد تحرمها من مشاركة الاسرة وقضاء الوقت الكافي معها.
 
  بناء العضلات
اكثر ما يحزن مروة هو الظلم، وحكم الناس عليها من مظهرها الخارجي دون ان تعرف حجم التحديات والصعوبات التي واجهتها، اما ما يشغلها اليوم فهو تشجيع النساء على فكرة بناء العضل لانه ليس فقط للمظهر الخارجي وانما لتأثيراته الصحية في الجسم، ويقلل الاصابة بالتهاب المفاصل وهشاشة العظام وغيرها، وتؤكد في هذا الصدد ان بناء العضل مثل الدرع الذي يمكن من خلاله مقاومة الامراض، كما ان بناء العضلات خصوصاً للنساء يبرز الأنوثة ويغنيها عن عده عمليات ومشكلات ممكن تتعرض لها  بسبب الحمل والولادة والتغيرات الهرمونية بسبب التقدم بالعمر.
 
أكلات عراقية
وما زالت مروة حريصة على ان لا تخلو مائدتها من الاكلات العراقية لاسيما الدولمة التي تحضرها بطريقة صحية، فهي تلتزم بنظام صحي على مدار السنة، اما الحمية القاسية فتتبعها فقط قبل البطولات. 
اغلب افراد اسرتها تتواجد اليوم معها في اميركا، وهي تحظى منهم بكل اشكال الدعم المعنوي.