مزيد من الاهتمام

الرياضة 2021/07/15
...

خالد جاسم
يتحدثُ المسؤولون بمختلف عناوينهم ويشاركهم الحديث بألم ومرارة رجال ادارات الاندية والمدربون وحتى الاعلام الرياضي عن ضرورة الاهتمام بالقاعدة وأهمية العناية بها والسهر عليها وديمومتها باعتبارها الروافد الأساسية للرياضة التي لايمكن لها النهوض والارتقاء من دون توفر الركائز الأساسية التي تشكل القاعدة الأهم بينها . 
وفي كرة القدم ظلت قاعدتنا الكروية تشتكي الاهمال وعدم الاهتمام سواء من ادارات الأندية أو من اتحاد اللعبة الذي كان قد شطب مسابقات الفئات العمرية من منهاج بطولاته وأنشطته لفترة ليست بالقصيرة لأسباب بعضها يقع في صلب تقصيره والبعض الاخر منها تتحملها الجهات الأخرى وفي طليعتها الاندية ذاتها التي كثيرا ما يخرج علينا المسؤولون في اداراتها ومعهم المدربون بتصريحات ساخنة لا تخلو من توجيه اللوم والانتقاد الى اتحاد الكرة وتحميله مسؤولية نضوب الروافد وجفاف المنابع الكروية التي تتمثل بفرق الفئات العمرية بعد ان ألغيت بطولاتها المختلفة تحت شتى الذرائع . 
وكان لغياب هذه البطولات الأثر الكبير في اضمحلال قاعدة اللعبة في الأندية وانعكاساتها السلبية على رفد المنتخبات الوطنية بالمواهب الحقيقية من دون الحاجة الى اعتماد البناء الجاهز أو اللجوء الى تزوير الأعمار وهي عوامل تكاد قريبة الشبه بآفة - الأرضة - التي تأكل البناء من داخله ولاتستشعر خطرها الا في الوقت الحرج فتكون معالجتها وازالتها صعبة جدا بعد أن أمعنت في الأذى والتخريب كثيرا . 
وبرغم وجود بعض المرافق الكروية التي أدامت لنا تدفق المواهب وضخها الى المنتخبات الوطنية في الفئات العمرية المختلفة وخصوصا مدرسة شيخ المدربين الراحل عمو بابا حتى في ظل ما عانته المدرسة من تحجيم وضعف اهتمام إلا أن دوري الفئات العمرية يبقى هو الأهم والحلقة الأكثر حيوية وفاعلية في تنشيط القاعدة ومدها بأسباب البقاء والتطور وهو أمر استشعره اتحاد الكرة وعمل جاهدا على تحقيقه منذ مواسم قليلة وحددت مواعيد معروفة للأندية لتسليم كشوفات لاعبي فرقها في المراحل العمرية المختلفة كي يتسنى لاتحاد اللعبة المباشرة في إقامة دوري هذه الفئات إلا أن استجابة الأندية شابها الضعف بل والأهمال من اداراتها التي صارت هي السبب والعامل المعرقل في إعادة الروح الى مسابقات الفئات العمرية والاسهام الجاد والفاعل في احياء القاعدة الكروية ورفدها بأسباب البقاء ومقومات الحياة الحقيقية وهو أمر يتطلب معالجات جدية وحقيقية من الواجب ان تسهم بها المؤسستان الرياضيتان الكبيرتان وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية عبر إلزام الاندية لاسيما التي تلعب في الدوري الممتاز بتشكيل ما لايقل عن فريق واحد من تلك الفئات وحث اتحاد اللعبة على إقامة مباريات دوري الشباب - على سبيل المثال - متزامنا مع مباريات الكبار كي تحظى هذه المباريات بنصيب متميز من الاهتمام والأضواء كما كان يجري في السابق عندما تسبق مباريات الكبار في دوري الكرة مباريات دوري الشباب كما أن مساعدة الأندية بالتجهيزات الرياضية الخاصة بفرق القاعدة ووسائل النقل والى غير ذلك من المحفزات تشجع ادارات الاندية في ذات الوقت على اعادة تشكيل هذه الفرق المهمة التي لاتقتصر فوائدها الكبيرة على الأندية نفسها بل وتدخل في خدمة وتطوير اللعبة على مستوى البلاد كلها.