بغداد: رشا عباس
بدأت خطوات لميعة محمد منذ الصغر، وهي تجعل من وسادات المنزل مقاعد دراسية، يجلس عليها اطفال الجيران وتلقي عليهم الدروس، لتتحول بعدها الى فتاة تقلد مدرساتها في الازياء والتصرفات والتوجيه وحتى الشخصية، ثم تطور الامر واصبحت مدرسة بصفة أكاديمية، لكن لم يسعفها الحظ في التعيين في إحدى المدارس لتمارس هوايتها، بل وقفت أوضاع البلد الصعبة وعدم وجود تعيينات حائلا دون ذلك، واسترجعت لميعة ذكرياتها منذ الطفولة وحولت احدى غرف المنزل الى صف مدرسي يحتوي على جميع مستلزمات الدراسة،
اذ تحاضر فيه للطلاب بصفة مدرس خصوصي، وبذلك فهي تحقق رغبتها من جهة وتعيل اسرتها من ناحية أخرى.
وتضيف لميعة، الأحلام والهوايات سرعان ما تتحقق وتصبح حقيقة نمارسها، بل تكون مصدر أرزاقنا، فقد حلمت أن أكون معلمة وتحققت تلك الاحلام، حتى اصبحت مدرسة، وبالرغم من صعوبات التعيين، لكن استطعت أن امارس هوايتي وأنا في المنزل وأدرس التلاميذ، وأحصل على لقب الست المعلمة بين التلاميذ.
إبرة وخيط
المقص والقماش المستعمل والابرة والخيط ادوات تقصدها سعاد رسول لتسلية نفسها وتقضية وقتها، لتتفاجأ في يوم من الايام بهدية جميلة ماكينة خياطة أصبحت جسرا لتحقيق امنيتها، لتصبح خياطة معروفة بالمنطقة، تقصدها النسوة من جميع المناطق ليس للخياطة فقط، بل عملت على تشغيل عدد من النساء المتعففات لمساعدتها في التطريز والأعمال اليدوية، التي تحتاج الى نقش ورسم، فضلا عن عمل البعض بترويج أعماله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي طالما تحتاج الى خدمة التوصيل مبينة: «أن الانسان لا يعتمد على الدولة في كسب الرزق، لا بد من تحريك اليد العاملة والبطالة والتي تقع مسؤوليتها على اصحاب المهن والحرف.
اما حميدة هاشم تؤمن بأن الهواية تخلق من الجو المحيط بالمرأة هدفا، لذا تقول عملي كربة منزل جعل هوايتي هي فنون الطبخ، التي امارسها باستمرار باعتبارها من ادواري الرئيسة في منزلي، لذا حاولت تطوير هوايتي التعرف على بعض الاغذية والسعرات الحرارية وبعض من الوصفات السرية، التي تخصني وتحمل الكثير من المكملات الغذائية، لاسيما تلك التي تحضر للوقاية من الامراض.
انتزاع حقوق
اما سناء عبد الله التي عشقت المحاماة مثل ابيها، لتدافع عن حقوق المرأة المسلوبة، خصوصا المطلقات والارامل والدفاع عنهن في المحاكم القانونية والشرعية، وقد بذلت جهودا حثيثة لبلوغ غايتها، وتصبح محامية وتكسب ثقة المجتمع النسوي على وجه التحديد.
هموم
اما زينب من فئة الصم والبكم، التي رسمت الشمس واحضرت النجوم في يوم من الايام، تقف اليوم في احدى القاعات الكبرى في كولبنكيان ببغداد، وتشير الى لوحتها التي مزجت بين الطبيعة والامومة والمحبة، فضلا عن تدوين الاثار العراقية التي تعد مسؤولياتها الكبرى، وهي تساعدها على التخلص من همومها لتحكي ما بداخلها وتتكلم مع من حولها.
حب العمل
من جانبها رددت طبيبة الاسنان زهراء مؤيد الكلمات التي راودتها بحياتها «ماذا ستصبحين بالمستقبل» لتجيب بنبرة خوف طبيبة اسنان، وبمرور الوقت رفعت القبعة وقالت: «أنا طبيبة أسنان وتفتح عيادتها وتستقبل الزبائن بمنتهى الحب، من دون عجز ولا ملل، كونها من عشقت تلك المهنة وعاشت على تحقيقها، لتشاطرها الرأي صديقتها الصيدلانية وهي تعمل في المكان نفسه، وهي مشغولة بين الادوية والذي هو عالمها التي طالما حلمت لتحقيقه.