أهل الكرة يتألمون ولا أثر لإصلاح أو مصلحين

الرياضة 2021/07/17
...

 بغداد: جاسم العزاوي
 
وصل المشهد الرياضي عامَّة والكروي بوجه الخصوص في بلدنا إلى ذروة التأزم ولم يعد هناك أمل في لملمة أوراقه المبعثرة وسط غياب تام لمبدأ العدالة والانصاف لدرجة وصلت فيه القوانين إلى صورة محاطة بديكورات تتغير حسب طبيعة الظروف ولم تعد رادعة بعدما تسيد المشهد الرياضي مجاميع واسماء ليس لها ناقة ولا جمل في المجال الرياضي سوى انها تحب وتشجع فلاناً وتنتصر لعلان وتهوى التقاط الصور التذكارية ولقطات ملونة في الملاعب الرياضية بحثا عن المناصب والاموال.
قديما قيل (اذا غاب القط العب يا الفار) وهذا الأخير يلعب ويحب أن يلعب بمشاعر الناس وحتى بمقدراتهم فهو يقرض كل شيء امامه. امه واباه و حتى ملابسه الشخصية !! والقط بات بدون مخلب ولا شهية! لذلك اطمأن الفار وراح يعبث للاسف بكل شيء في البيت الرياضي العراقي والكروي بوجه الخصوص غير مبال لنظرات الازدراء.. اما شعار الرياضة الازلي المتمثل بالحب والطاعة والاحترام فقد اصبح مجرد هيكل فارغ بعدما سادت اجواءها الكراهية والحسد والغيرة والنفاق واصبح العمل في مفاصلها يتطلب القوة والحماية وتشكيل التكتلات والجيوش الالكترونية! في حين تتكالب الظروف وتصطنع العراقيل امام ابناء واهل الرياضة الاصلاء الذين ما زال بعضهم يتألم وهو يسمع ويرى الصراعات والتقاتل وشراء الذمم لاجل الحصول على المغانم والمناصب والمكاسب التي تحدد من سيرتقي السلم ويمتطي صهوة جواد الرياضة عنوة بعيدا عن لغة الاحترام والتعقل وآداب المنافسة ولا اثر لاصلاح او مصلحين ممكن أن يرمموا الحال.. لا نبغي التشاؤم وانما واقع الحال ينذر بما هو اسوأ طالما بقي الحال على نفس المنوال. وللاسف فقد ترسخت في اذهان البعض حينما يريد أن يكون له شان في المجال الرياضي فما عليه سوى أن يطلق العنان للسانه وصوته لينهش بـ (هذا) وينتهك حرمة (ذاك)!! ليحصل على مراده..
ورغم خوض البعض ممن يمتلكون القدرات والخبرات لمخاض عسير وتجارب مريرة بغية التواجد بين اروقة الرياضة العراقية الا أنَّ اغلب محاولاتهم لم تثمر شيئاً يشكل فارقا او يعطي قدرة على التغيير.
يبدو اننا نعيش زمن المفارقة ولا علامة دالة على صحوة قريبة مقبلة ..
اما تنظير البعض ومحاولاتهم المستميتة للظفر بالمناصب ونصرة بعضهم للبعض على شاكلة (كل غريب للغريب نسيب) ! 
فان ذلك لا يعطيهم الحق ابدا اخلاقيا واجتماعيا في اختزال مكانة وجهود ابناء الرياضة العراقية الذين حققوا الانجازات واجزلوا العطاء لرفع شانها وما زالت اثار بصماتهم ماثلة امام الجميع في سجلات الرفعة والنزاهة والأمانة ولديهم الخبرة والقدرة على التغيير والعطاء ولا يبرر محاولة الغرباء لابعادهم بطرق ملتوية تفننوا من خلالها بجعل الهيئات العامة مفصلة وفق مقاسهم وليعطوا لانفسهم شرعية مزيفة.
من دون وجود قوانين رادعة لن تتمكن الرياضة العراقية من اعادة هيبتها المفقودة لاسيما ان نصف جسدها الان متهالك وستكون جثة هامدة وستشيع قريبا إلى مثواها الاخير في ظل تراجعها المخيف. 
فالتقاتل اليوم والتهديدات والوعيد والخيانات وشراء الذمم وصولا إلى مرحلة (كسر العظم) في اجواء الانتخابات (الديمقراطية) التي اجريت في اغلب مفاصل الرياضة العراقية ستبقى شاهدا حيا على ذلك التخبط والتشرذم والانانية والانقسام وخنق الحياة .