اعداد: اسرة ومجتمع
للتعرف على سمات الاشخاص المحيطين بنا قبل ان نتخذ أي قرار في تقييمهم، علينا التعرف على الخصائص العامة للأشخاص (غير الناضجين انفعاليا) والذين يمتازون بما يأتي:
1 - اضطراب الانفعالات والمشاعر: ويستدل عليه من الكثير من المؤشرات منها السلوك الاندفاعي، ثورات الغضب والتهيج الانفعالي العام، ضعف تحمل الإحباط، الاستجابات السلوكية غير المتسقة مع المثيرات المنشطة، الحساسية المفرطة، عدم تقبل النقد، الغيرة غير المبررة، عدم القدرة على التسامح، التغير الدائم غير المبرر في الحالة المزاجية.
2 - الاعتماد الزائد على الآخرين: الاعتماد المطلق على الآخر(أنا أحتاج إليك دائمًا) ينقسم الاعتماد المفرط على الآخر إلى:
(أ) الاعتماد غير المناسب عندما يعول الشخص على الآخر بينما بإمكانه الاعتماد على نفسه.
(ب) الاعتماد الشديد لمدة طويلة ويتضمن ذلك سرعة التأثر بالآخرين، التردد والحذر الشديد والميل إلي الأحكام المتسرعة. ويخاف الأشخاص المعتمدون على الآخرين من التغير ويفضلون المواقف المألوفة المعتادة، وغالبًا ما ينقصهم التوافق الإيجابي مع التغير أو الأحداث الطارئة وهم بصفة عامة حذرون وكتومون وشديدو التحفظ.
3 - الرغبة في الإشباع الفوري المباشر: وتتضمن هذه الخاصية طلبا وإلحاحا في واقع الأمر على الانتباه والإشباع الآني الفوري للاحتياجات والرغبات، وعدم القدرة على إرجاء تلبية هذه الرغبات أو تلك الاحتياجات، بمعنى أنهم يريدون الحصول على ما يريدون من اهتمام وإشباع في اللحظة الحالية ، وليست لديهم القدرة على تأجيل إشباع بعض الرغبات سعياً لمستوى إشباع أفضل، فهم يريدون كل شيء الآن وحالاً. وهؤلاء الأشخاص يتميزون بالسطحية وعدم القدرة على التفكير وهم مندفعون غالباً، وولاؤهم لا يستمر إلا بقدر ما يحققون من فائدة من العلاقة. وهم يهتمون بالأشياء الهامشية، وقيمهم الأخلاقية سطحية وهشة، كما أن حياتهم الاجتماعية والمالية تتسم بالعشوائية والاضطراب.
4 - التمركز حول الذات: والعلامة الأهم للتمركز حول الذات هي الأنانية، والأنانية تكون مصحوبة بانخفاض تقدير الذات، فالشخص الأناني لا يعطي اعتباراً للآخرين وهو في الوقت نفسه لا يعطي إلا اعتباراً ضئيلاً لنفسه. وهذا الشخص مشغول دائماً بأحاسيسه ومشاعره فقط ويطلب - بشكل زائد - الاهتمام والرعاية والتعاطف والإشباع من الآخرين. وهو لا يستطيع أن يرى نفسه بواقعية، ولا يتحمل مسؤولية أخطائه أو قصوره، ولا يستطيع أن ينقد نفسه نقداً بناءً، وليست لديه الحساسية لأحاسيس الآخرين.
5 -عدم القدرة على التعلم من خبرات الحياة: يرى أن ما يحدث له دائماً هو نتيجة الحظ أو الظروف أو أخطاء الآخرين، لذلك لا يسعى إلى التغير للأفضل بل يظل يكرر أخطاءه مرة بعد مرة. وقد يصح القول إن التمركز حول الذات محور عدم النضج الانفعالي فالأشخاص المتمركزون حول أنفسهم لا يرون أنفسهم بواقعية، لا يتحملون مسؤولية أخطائهم الشخصية، لا يعترفون بأوجه قصورهم الشخصي، غير قادريي على نقد أنفسهم بصورة بناءة، وغير حساسين لانفعالات ومشاعر الآخرين. والناضجون انفعاليًا فقط هم الأشخاص القادرون بالفعل على التعاطف مع الآخرين والتعاطف مع الآخرين المطلب الرئيس في واقع الأمر للنجاح في العلاقات الاجتماعية المتبادلة معهم.