مسك الكلام لك

اسرة ومجتمع 2021/07/31
...

سعاد البياتي 
 
حينما نتطرق الى أسماء نسائية قد برعت في ميادين حياتية منفردة او مختلفة، لا بد من التذكير بدور المرأة العراقية، التي أسهمت بشكل مباشر في تحقيق ذاتها ووجودها كشخص إيجابي ومتفاعل مع الاحداث وعلى مر الازمان.
وفي الوقت الحالي ومع تفشي الوباء بصورة كبيرة برزت إمكانيات فائقة لها، لاسيما في المجال الطبي والمتعامل بصورة مباشرة مع الحالات المرضية الحاملة للفيروس او المشكوك فيه، هنا تفانت وايقظت الانسانية في النفوس وفي مفاصل الحياة كافة، تعاملت المرأة وضمن واقعها العملي بحساسية مفرطة عن اهمية وجودها في هذا الموقع وما تحمله من امكانيات فائقة، لتثبت وجودها وقيمة الشهادة التي تحملها في مجال عملها الخاص.
 وعلى مر الأزمان ايضا امتلكت المرأة امكانيات فائقة في التعامل مع معظم الاحداث، التي مر بها هذا البلد المتوجع، وقفت بشموخ وسارت نحو البناء وبرزت كموقف لا يمكن الاستهانة به، وسجلت للتاريخ اروع القصص والحكايات، لتجعلها اميرة زمانها ومنجية لكل الهفوات، التي كادت ان توقع الكوارث، حينما وجهت ودافعت وعملت بصبر ووفرت معيشة راضية من دون ان تتذمر او تنحني لهزات الزمن 
وقساوته.
منذ فترة ليست بالقصيرة صادفتني نسوة في مجالات متعددة من الحياة منهن من تعمل على بسطية صغيرة لتعيل اطفالها بعد استشهاد المعيل، واخرى كافحت من موقعها في المنزل في الاعمال اليدوية كالخياطة وصناعة المأكولات والتدريس الخصوصي، لتثبت للآخرين مقدرتها على ادامة حياة ابنائها الصغار بعد عسر العمل والايام العجاف، واخرى واخرى.. كل ذلك كانت الادوار والتاريخ يتحدث عنهن بفخر ويدون في مذكرات المواقف بكل صدق، ومن واجبنا كأقلام حرة واعلام صادق ان نذكرهن بشتى الوسائل، ونثمن جهودهن في ادامة الحياة بتفاعل غير مسبوق، فتحقيق الذات أمر في غاية الاهمية، واثبات الوجود بعقل ناضج وروحية متفانية كانت سر نجاحهن في هذه الحياة المتسارعة الصعبة.
تحية لكل امرأة ناضلت وتفانت من اجل ادامة الحياة 
وتحية للجهود التي بذلت من اجل اثبات تخطي عتبة الخلاص من عاديات الزمن.