من تجاربهم

الرياضة 2021/08/01
...

كاظم الطائي

تولي البلدان المتقدمة بالانشطة الرياضية الصغار اهتماما بالغا، وتبحث عن الموهوبين بينهم وتخضعهم لاختبارات شاقة وتحدد لهم الفعاليات التي يمكن ان تدر عليها ذهبا وفضة ونحاسا في المستقبل، وتقيم لهم معسكرات طويلة الامد قد تؤتي ثمارها مبكرا في بعض الالعاب مثل الجمناستك والسباحة والمبارزة وغيرها .
وفي سنوات خلت قبل العقد التسعيني من القرن المنصرم ازدهر شعار (خذوهم صغارا ) في البلدان الاشتراكية وحصد ابطالها حصة الاسد من الاوسمة في الدورات الاولمبية ولاسيما في الفعاليات الفردية، وحاولنا استنساخ تلك التجربة عبر مراكز الشباب تحت اشراف ملاكات تدريبية محلية، وجرى زج العديد من فرقنا في بطولات بمختلف الالعاب انذاك وحصدنا نتائج باهرة في احتضان اسماء مبدعة .
فوز منتخبنا للاشبال ببطولة العالم بالمصارعة التي جرت وقائعها قبل عقود في اميركا منحت الضوء الاخضر لجيل يرنو للعطاء وحصد الانجازات عربيا وقاريا، وشاركوا في المنافسات العالمية والاولمبية وتسنى لمواهب كروية ان تختبر قدراتها في ملاعب هلسنكي عبر بطولات للفئات العمرية مثل غوتا الدولية، كسرت حواجز الرهبة في سنوات غضة والحصيلة تدعو للفخر.
الزميل العزيز حسام حسن معد ومقدم البرامج الرياضية في قناة الحرة عراق حدثني قبل ايام عن تجربة اطلع عليها في العام 1992 في اولمبياد برشلونة، وكانت لمئات الصغار من كوريا الجنوبية تم استقدامهم مع الوفد الرياضي للمعايشة ومتابعة محطات التفوق الرياضي، بدءا من مقر الاقامة في القرية الاولمبية وصولا لميادين التدريب والمنافسات من اجل مستقبل افضل لالعابهم وبناء اجيال تصنع غدها .
صحيفة ( نيويورك تايمز ) الاميركية اشارت الى موضوع التعامل مع الصغار وضم المواهب من الفئات العمرية في بلدان اخرى مثل الصين لتطوير انجازاتهم وتنمية فعالياتهم بعين اخرى لا تخلو من النقد، لكنها لم تغفل ما تحقق من حصاد عالمي واولمبي للرياضيين في بلد المليار انسان مثل (هو جيهوي ) صاحبة الوسام الذهبي برفع الاثقال بوزن 49 كلغ والتي حطمت 3 ارقام قياسية مرة واحدة، وتم احتضانها بعمر 12 سنة ودرت ذهبا بعد سنوات من التدريبات الشاقة.
يا ترى هل نركن مجددا لمواهب مبكرة ونمدها بالدعم والتطوير على المدى البعيد، ونضع لها مناهج علمية، تحت اشراف خبرات اجنبية ومحلية، ونرسم لها طريق الانجاز ولو بعد حين ؟.