بغداد: الصباح الرياضي 

 

رفع الجهاز التدريبي لمنتخبنا الوطني بكرة القدم من وتيرة تحضيراته الخططية والبدنية المقامة حاليا في المملكة الاسبانية، بإقامة وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية يوميا، على اديم ملاعب المركز الرياضي في مدينة ماربيا في جنوب ملقا، بإشراف المدرب الهولندي ديك ادفوكات وطاقمه المساعد المؤلف من كورنيليس بوت وزيليكو بيتروفيتش وفلاديمير كرونيتش مدرباً للياقة البدنية، بالإضافة الى المدربين المحليين رحيم حميد، وأحمد جاسم مدربا لحراس المرمى، وقد بدأت الرؤية الفنية للطاقم الهولندي تتضح خلال اليومين الماضيين بعد الوقوف على أبرز الاحتياجات الفنية والمتطلبات الخططية والتخطيط الجاد للكثير من التفاصيل الذهنية والبدنية التي تقتضيها مرحلة المونديال .

واظب أدفوكات على قيادة التدريبات شخصيا والاشراف على تطبيقها، ونفذها بلياقة عالية مع شرح أدق التفاصيل لأي تمرين يطبقه اللاعبون وتذكيرهم بأهميته، ولماذا عمد الى اختياره في الوحدة التدريبية، لأن تلك التوضيحات والشروحات ترتقي بواقع تحضيراتهم الذهنية، مع إعطاء التوجيهات المناسبة وتصحيح الحالة والتوقف عندها كثيراً، هذا الأمر انعكس إيجابيا على اللاعبين الذين بدؤوا يدركون قيمة العمل مع مدرب عالمي واسم كبير، وقد ركز الملاك المساعد على تفعيل الواجبات التي يتقنها كل بحسب مهاراته وخصائصه ومواصفاته الفنية والبدنية، ثم تطوير الحالة الذهنية المرتبطة بلحظة التصرف واتخاذ القرار، وعدم الارتباك عند تسلم الكرة  والفهم العميق لطبيعة كل مركز اساس أو بديل لحظة اللعب، فضلا عن الانصهار في بوتقة الواجبات عند تنفيذ التكتيك العام، بغية الوصول الى مرحلتي التنظيم المثالي لخطوط الفريق والانضباط التكتيكي العالي عند تطبيق الواجبات الدفاعية او حتى في بناء الهجمات، والتمركز الصحيح في ارجاء الملعب وتحضير الكرة وتدويرها من الخلف الى الامام عبر مجموعة من النقلات، مع استغلال عرض الملعب والعمق واخذ المسافات الصحيحة للتمركز والتمرير المتقن . 

دراسة الفرق المنافسة وتحليل أساليب لعبها والاطلاع على العديد من الحالات الفنية المختارة التي تتعلق بطرق اللعب والتنظيم وبناء اللعب وهفوات الفرق التي سوف يواجهها العراق في التصفيات المونديالية بعد اسابيع، كانت حاضرة في أجندة الطاقم التدريبي للمراهنة على التعلم المرئي، تزامنا مع التدريبات الخططية التي من شأنها معالجة الكثير من الهفوات التكتيكية المتراكمة، لأن تراكم وهضم الواجبات التي يتقنها اللاعبون أمر يسهم في تشكيل الاطار العام للأداء، ولعل من ابرزها اللعب السهل الحديث في بناء الهجمات ومراعاة الواجبات الدفاعية والهجومية ومعالجة بعض الهفوات التي تحدث في التمارين ولاحقا في المباريات .

معسكر تركيا سيكون مكملاً لهذا التجمع وفيه تكتمل الصورة النهائية لطرق اللعب التي ينتهجها مدرب الوطني خلال التصفيات المونديالية، بينما تسعى التطبيعية الى تأمين التحاق اللاعبين المحترفين في الخليج وروسيا وأميركا، ليكونوا متواجدين خلال هذه الفترة القصيرة، للتعرف على أفكار الطاقم التدريبي الجديد، والتعامل مع قدراتهم المهارية، فضلا عن التكيف على أساليب لعب كوريا الجنوبية وايران عبر الاهتمام بتنفيذ الواجبات المكلف بها كل لاعب انسجاما مع مركزه، بالإضافة الى إقامة مباراة او مباراتين تجريبيتين في هذا المعسكر الخارجي الثاني كي يكون ملبياً للطموح.