باريس تضغط في مسار تشكيل حكومة لبنان

الرياضة 2021/08/12
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
تسعى باريس إلى عدم اجترار تجربة الرئيس المكلف السابق سعد الحريري بحيث يبقى الرئيس المكلف الحالي نجيب ميقاتي يدور في حلقة مفرغة قوامها تمسك بعض الفرقاء السياسيين بحقائب وزاريَّة بعينها ورفضهم تولي أخصام سياسيين لهم تسمية وزراء آخرين. 
باريس ألقت بثقلها هذه المرة وعلى نحو أكثر ضغطاً عبر تواصل فريق الأليزيه الاستشاري المكلف بالتواصل مع المعنيين اللبنانيين بشأن الأزمة الحكومية والذي يرفع تقاريره أولاً بأول للرئيس إيمانويل ماكرون، الفريق المذكور تواصل خلال الأيام الأخيرة مع قصر بعبدا ومع الرئيس المكلف للوقوف على آخر مستجدات المسار الحكومي.
ويبدو أنَّ الفرنسيين يتسلحون بخلفية ضاغطة من مفاعيل القرار الذي شرعه الاتحاد الأوروبي من قرار إطار العقوبات على الساسة اللبنانيين، كما أنَّ للاتصال الأخير الذي جرى قبل يومين بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أعلن دعمه لكل جهد أوروبي يساعد على استتباب الأمن والاستقرار في لبنان، تأثيراً لافتاً على اندفاعة فرنسا باتجاه تكثيف الضغط على الأطراف اللبنانية بغية تسهيل ولادة 
الحكومة.
مصدر مقرب من حركة أمل ذكر لـ “الصباح” “أننا ما زلنا ننتظر أن تترجم الإيجابية التي يتحدث عنها الرئيس ميقاتي إلى واقع على الأرض وأن نجد خطوات تأليف الحكومة حقيقة وليست تصريحات”، وبشأن ما يتم تداوله من معلومات مفادها أنَّ الرئيس ميشيل عون يرفض تسنم الدكتور يوسف خليل وزارة المالية، ذكر المصدر “أنَّ هذا الأمر غير مقبول والا فهل يصح أن يقوم الرئيس نبيه بري بوضع (فيتو) على أسماء الوزراء المسيحيين الذين يسميهم عون؟.. بالتأكيد لا”.
ورغم أنَّ حالة من عدم اليقين باتت تهيمن على مسار التفاوض بين الرئيسين عون وميقاتي، وأضحى من الصعب التكهن بمآلات الأمور وإلى أين تتجه جاء إلغاء اللقاء السابع بين الرئيسين الذي كان من المفترض عقده يوم أمس الأول ليرسم مؤشرات سلبية في ظل الأسلوب الذي يتبعه الرئيس ميقاتي في التعامل مع الإعلام بشكل مبتسر هو أقرب للقطارة في ضخ المعلومة.
في هذا السياق، عد النائب ماريو عون أنَّ “سلوك رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مثل سلوك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لكن بدبلوماسية أكثر ولكن تصريحاته مبهمة ولذلك نحن نعتقد أنَّه ليست هناك إرادة للتأليف”، وأشار عون في حديث إذاعي تابعته “الصباح”إلى أنَّ “هناك مؤامرة خارجية أيضاً بموضوع التأليف من خلال الحديث عن العقوبات على المسؤولين بينما الشعب يئنّ من المآسي والأزمات ولا يجب التعامي عن المسؤولين الحقيقيين عن تأخير الحكومة”.
في غضون ذلك واصل أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد المتقاعد مصطفى حمدان مطالباته للجيش بالتدخل وإنقاذ اللبنانيين، إذ أكد أمس الأربعاء في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه “منعاً لخسارة وطننا نهائياً، فليخرج أبناء جيشنا، قرشنا الأبيض الذي حافظنا عليه لمواجهة مثل هذه الأيام السوداء ويعيد إلى اللبنانيين حقهم من مافيا المذاهب والطوائف، المسيطرة على مراكز التوزيع والتخزين لمادة المازوت، التي تُعد من المواد ذات القيمة الستراتيجية، في حماية الأمن الوطني، أقدِمْ يا جيشنا واستعِدْ حقنا في لقمة عيشنا، والناس معك، ومن يعاديك، فاسد ومفسد، وشريك في نهب المال العام، وعصابات كانتونات المذاهب والطوائف”.