تمكين المرأة

اسرة ومجتمع 2021/08/20
...

سها الشيخلي 
 
تولد الفتاة وامنية كل من امها وابيها أن يكون المولود ذكرا، اذن ولادتها غير مرحب بها، لكنها جاءت بمشيئة الله وتكبر الصغيرة، لتجد نفسها مكبلة بقيود فرضها عليها الموروث والتقاليد. ففي بداية نشاتها يكون التمييز بينها وبين اخيها الذكر واضحا جدا، فهذا ممنوع وذاك عيب وحرام، وعليها ان ترضخ الى الواقع، وقد تكون الفتاة في المدينة اوفر حظا من أختها في الريف. فقد فسحت لها اعراف المدينة ان تكمل دراستها، في الوقت الذي لا يتاح ذلك لاختها الريفية. فالزواج من ابن عمها يلاحقها وهي بعمر قد لا يتحاوز العاشرة ربيعا، وقد ترضخ بالقبول بابن عمها مرغمة على مضض والا يفوتها القطار، والفتاة في الريف ليس لها الخيار في تكملة دراستها واقصى ما تحلم به هو اجتيازها المرحلة الابتدائية، بل حتى لوحصلت على شهادة الدراسة الابتدائبة فليست هناك مرحلة متوسطة في 
الريف. 
والذهاب بها الى الاقارب في المدينة يعني لأسرتها غيابها عن سلطة الاب والاخ والمراقبة، لذلك فالزواج بالرضا اوالاكراه سيان ما دامت ستسلم لزوج يمارس معها سطوته وصرامته، فهي تعني له مجرد زوجة تنجب وتقوم باعمال المنزل ولا رأي لها في أي شيء. 
وفي المدينة ترضخ الفتاة لمشيئة والدها في اكمال دراستها ليس في الجامعة المختلطة بل في مجتمع (نسوي) مغلق، وتذهب للدراسة لتكون معلمة حتى لو كان طموحها دراسة القانون او الفلسفة او الكيمياء وكل هذه التطلعات غيرمسموح بها، لذلك تعود الى المجتمع النسوي بين المعلمات وصغار التلميذات لتتذكر طفولتها والتربية الصارمة، التي رضخت لها 
مجبرة. وتبقى تسأل ما يعني تمكين المراة واين تذهب كل تلك القيود وتعود للسؤال، هل يمكن ان تاخذ حقوقها في اكمال درستها والخروج من تلك الشرنقة التي لفتها منذ نعومة اظفارها، ولماذا لا تقف المنظمات النسوية لمساعدة اللواتي مثلها في تحقيق رغبتها في اختيار مجالها في الاختصاص، ولماذا لا تكون محامية تدافع عن المظلومين امثالها. وبقيت تسأل نفسها ما هذا التمكين للمرأة الذي تسمع به ولاتراه هل وجد ليكون كلمة فضفاضة يتشدق بها المنادون بإعطاء المرأة حقوقها، وهم بالتاكيد ليس والديها ولا اخيها لذلك لا سلطة لهم عليها وعلى غيرها.