عقبات فاعلة تعترض مسار تشكيل الحكومة اللبنانية

الرياضة 2021/08/22
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
تضاربت الأنباء حيال مآلات المسار التفاوضي بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشيل عون، فمنذ اجتماعهما الذي شهده قصر بعبدا الخميس الماضي والتسريبات تفيد بأن ثمة عقبات مازالت تلقي بظلها الكثيف على ذلك وإن بدا ميقاتي في تصريحاته الدبلوماسية حريصاً على النأي عن التشاؤم.
في غضون ذلك، تفيد المعلومات التي حصلت عليها “الصباح” بالشأن الحكومي بأن أبرز العقد التي مازالت تعترض مسار تأليف الحكومة بين ميقاتي وعون تتمثل في حقائب الداخلية والعدل والطاقة والشؤون، بينما يبدي عون تحفظه على شخصيتين اختارهما رئيس مجلس النواب نبيه بري لتولي حقيبة المال ويطالب باستبدالهما.
وكانت أنباء قد انتشرت في اليومين الأخيرين اشارت الى أن الرئيس عون والتيار الوطني الحر أرجعا ملف التفاوض الحكومي للمربع الأول للمطالبة بالثلث المعطل مما حدا بقصر بعبدا للإعلان بأنه “لم يرد يوماً في حساب الرئيس عون المطالبة بالثلث المعطّل والرئيس المكلّف يدرك هذا الأمر، وكلّ ما قيل عن طلب رئيس الجمهوريّة تسعة أو عشرة وزراء عارٍ من الصحة ولا أساس له”. 
ولبنان الذي بات يترقب  أن يترجم الرئيسان عون وميقاتي تصريحاتهما (المريحة) الى واقع حكومي ملموس على الأرض، صار يعيش ترقباً آخر لكنه من عيار أكبر وأشد (تشويقاً) يتعلق بما أعلنه زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عن تحرك باخرة النفط الإيرانية قاصدة مرفأ بيروت لتفرغ حمولتها المنشودة في المستودعات اللبنانية العطشى للوقود الذي أمست محطات توليد الكهرباء اللبنانية في مسيس الحاجة اليه، ويبدو إن نصر الله نجح الى حد بعيد في كسر (التابو) الأميركي حيال توريد النفط الإيراني،فعلى الرغم من مرور  عدة أيام على تحدي نصر الله للإدارة الأميركية ومعها طبعاً إسرائيل بأن التعرض للباخرة الإيرانية المحملة بالنفط الإيراني والمتجهة الى بيروت هو”بمثابة تعد على أرض لبنانية”؛ إلتزمت واشنطن الصمت ومعها تل أبيب بينما تحركت السفيرة الأميركية في بيروت ، دوروثي شيا على وجه السرعة لتعلم المعنيين في العاصمة اللبنانية بالموافقة على استقدام الغاز من القاهرة واستيراد الكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية استثناءً من (قانون قيصر) الذي يحظر التعامل مع دمشق.
وبانتظار وصول الباخرة الإيرانية، بقيت المواقف اللبنانية حيالها خجلى في نبرتها المعترضة، ماعدا التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برفض ذلك والتحذير من عاقبته، بينما كان لافتاً التصريحات المرحبة بالنفط الإيراني التي أطلقها الــنــائــب الــقــواتــي ســيــزار مــعــلــوف وتشديده على أن “العدو الوحيد للبنان هو إسرائيل، والتعليقات الإسرائيلية حول سفينة المساعدات من إيران للبنان هي خرق لسيادتنا”.
إلى ذلك، حذرت منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، من “احتمال تعرض نحو 4 ملايين شخص في لبنان، لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة”.
وفي بيان لها، قالت “اليونيسيف”: “ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيواجه أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان - معظمهم من الأطفال والاسر الأكثر هشاشة - احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه، أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة”.
وأضافت: “”في الشهر الماضي، حذرت اليونيسيف من أن أكثر من 71 % من سكان لبنان قد لا يحصلون على المياه هذا الصيف”، مشيرة إلى أنه “منذ ذلك الحين، استمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضت الخدمات الضرورية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية، لضغوط هائلة”.
وأوضحت المنظمة أن “المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية، أصبحت محرومة من المياه الصالحة للشرب، بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر”.
واستطردت: “الاحتياجات هائلة، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول للمياه وجميع الخدمات الأساسية”.