فوضى عارمة بمطار كابل بسبب خطط الإجلاء المتخبطة

قضايا عربية ودولية 2021/08/23
...

 كابل: وكالات
 
شن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هجوما على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، الذي وصفه بأنه "أكبر مهانة في مجال السياسة الخارجية" لأميركا.
وقال ترامب في تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما: إن "انسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان هو أكبر شكل مثير للدهشة لعدم الكفاءة الفادحة من قبل رئيس للبلاد، ربما في أي وقت من الأوقات".
وأنحى ترامب الجمهوري باللوم مراراً على بايدن الديمقراطي في سقوط أفغانستان في أيدي حركة طالبان المتشددة، على الرغم من أن الانسحاب الأميركي الذي تسبب في الانهيار جرى التفاوض عليه قبل تولي إدارة بايدن السلطة.
كما ألقى ترامب، في كلمته أمام الحشد، باللوم على بايدن في هذا الوضع، وذلك لعدم اتباع الخطة التي توصلت إليها إدارته (ترامب)، وأبدى أسفه على المعدات والأفراد الأميركيين الذين جرى تركهم مع انسحاب القوات. وقال: "هذا ليس انسحابا، هذا استسلام كامل".
وأضاف ترامب أن طالبان، التي تفاوض معها تحترمه. وأشار إلى أن الاستيلاء السريع على أفغانستان لم يكن ليحدث لو كان ما زال هو في الرئاسة.
وأكد ترامب: "كان من الممكن أن نخرج بكرامة. كان يجب أن نخرج بكرامة، وبدلا من ذلك خرجنا بعكس الكرامة تماما".
من جانبه انتقد بايدن الجيش الأفغاني لرفضه القتال، ودان الحكومة الأفغانية المخلوعة، وأعلن أنه "ورث من ترامب اتفاق انسحاب سيئاً".
الحدث الأبرز على الساحة الأفغانية في الوقت الحالي، هو حالة الفوضى العارمة في مطار كابل التي تسببت بها عمليات الإجلاء الغربية المتخبطة، وأفادت وسائل إعلام أفغانية بإغلاق المطار لمدة يومين من أجل إجلاء الأشخاص المتواجدين حاليا في أراضيه.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن تصريح لحركة طالبان أن الحركة ستسهل عملية الخروج من المطار في الساعات القريبة القادمة.
ويقتحم الراغبون في مغادرة أفغانستان المطار على خلفية الأنباء المتوفرة لدى العسكريين الأميركيين حول وجود تهديد "محتمل" للمطار من جانب تنظيم "داعش" الإرهابي. ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن وزارة الدفاع البريطانية أن 7 أفغان قتلوا جراء التدافع الشديد والازدحام في مطار كابل، بينما صرح مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أن أكثر من 20 شخصاً قتلوا نتيجة التدافع وإطلاق الرصاص والفوضى في المطار. وأظهر مقطع فيديو إطلاق الجيش الأميركي للنار في الهواء لتفريق الحشود الكبيرة للمواطنين الأفغان الذين يحاولون اختراق محيط مطار كابل للفرار من البلاد، وأظهر المقطع حركة المدرعات الأميركية في محاولة لتفريق ومنع تقدم الحشود.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن أستراليا قامت بأربع رحلات جوية إلى كابل ليل السبت لإجلاء أكثر من 300 شخص من هناك.
وأضاف أنه يوجد بين الناس الذين تم إجلاؤهم أستراليون، وأفغان يحملون تأشيرات، ومواطنون من نيوزيلندا والولايات المتحدة وبريطانيا. 
في المقابل، أكد المستشار النمساوي المحافظ، سيباستيان كورتس، أنه "يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان" بعد أن استولت حركة "طالبان" على السلطة هناك.
وفي مقتطفات من مقابلة مع قناة "بلس 24" التلفزيونية عرضت قبل الموعد، أوضح كورتس موقفه قائلا: "إنني أعارض بوضوح أن نستقبل طواعية الآن مزيدا من الناس، وهذا لن يحدث خلال وجودي كمستشار".
يجدر الذكر أن بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020 تشير إلى وجود أكثر من 40 ألف لاجئ أفغاني في النمسا، وهذا يعد ثاني أكبر عدد منهم في أوروبا، بعد ألمانيا التي يوجد فيها 148 ألف لاجئ أفغاني.