مجسات الجودة

الرياضة 2021/08/26
...

 علي حنون
 
نقف، ومعنا المُتابعون المُختصون بالشأن الرياضي عموماً والمشهد الكروي تحديداً، على دراية بأنَّ الخوض في مُعسكرات التأهب والإعداد للمسيرات المُقبلة يُمثل مرحلة مُتقدمة، لا يُناظرها في الأهمية سوى الشروع فيها، لأنها تعد محطة غاية في الضرورة ومجساً حيوياً للجودة، من شأن التمعن في تفاصيلها تحديد درجة واضحة المعالم للمرحلة، التي بلغها الفريق في مسيرة الاستعداد والتأهب تحضيراً للمشاركة في الاستحقاقات الرسمية سواء المحلية أو للتواجد في البطولات العربية والقارية لمن لديه مهمة خارجية، إذ إنها تكون بمثابة المُؤشر، الذي يُمكن من خلالها ركون الملاك التدريبي إلى المُفاضلة بين وجوه التشكيلة ووضع كُل اسم في المركز، الذي يُمكنه فيه خدمة الفريق من منبر المستوى الجيد.
تأسيسا على الذي جئنا عليه في السطور أعلاه، فان الاتفاق يبقى قائما بين مُتقدمي ركب المسؤولية الإدارية لكرة القدم بصدد حتمية رحلات الإعداد، ودورها، الذي يُمكن وضعه في خانة تعبيد الطريق أمام مسيرة فرقهم، لطالما جاءت مراحل التحضير الأخيرة لتكون مُناسبة يضع الجهاز الفني من خلال مبارياتها نقاط المعرفة على حروف تمكنهم من الوقوف على القدرات الحقيقية للاعبيهم، كما أنها (المعسكرات التدريبية) مرآة تعكس بأبعادها واقع حال يُشير إلى رؤية مُشتركة لأطراف القيادة والجهات الساندة للعبة، فضلاً عن أنها باحة تُطل من خلالها جميع الأطراف المعنية على ساحة كشف الإمكانات الفنية لعناصر التشكيلة.
والأكيد، أيضا، هو أنَّ جُل مضامين الفلسفة التدريبية، التي تضعها الأسرة التدريبية، لأي فريق تتجلى صورها بأبعادها الواقعية خلال مدة الإعداد المُتقدمة، لأنها تكون مناسبة يستطيع فيها الوقوف على المشاهد النهائية لموضوع مهم جدا وهي حالة الانسجام بين أعضاء التشكيلة، إلى جانب تقديمها لوحة زاهية بألوان التناغم، الذي يُسجل المحطة، التي بلغتها قائمة الفريق ورصد درجة انسجام الأفكار الفنية مع البعد (المهاري)، الذي يرتكز عليه اللاعبون، وغالبا ما تُفضي المُقابلات التجريبية، التي تتخلل أيام معسكرات التأهب إلى نتيجة تُعين القائمين على الفرق من ملاكات إدارية وفنية في وضع مسارات بعينها للمرحلة الآتية في اثر الخروج برؤى واضحة نظير تحديد مواطن القوة والوقوف على مكامن الوهن وبالتالي السعي لتعزيز مقومات الحال الأولى وإيجاد المُعالجات المطلوبة للثانية.
لكن علامة الاستفهام، التي تطل من عديد محاور الخوض في غمار هذه الموضوعة، نتلمسها من جانب الوقوف على (نوعية) المُعسكرات التحضيرية وكيفية الإفادة منها وأهمية استثمار أيامها بالصورة المُثلى.. نعم ليست جميع محطات الإعداد ناجعة، فبينها محطات تُكرس فقراتُها للترفيه، وهنا من الطبيعي أن تأتي الصورة غير واضحة الألوان، ومنها مُعسكرات تصل أيامها إلى ضفة الجانب الآخر، الذي يبتعد فيه المتصدون للمسؤولية عن الواقعية المُتوازنة، ويقينا فان اللوحة هنا أيضا ستأتي كسابقتها، من حيث عدم الوضوح!.. لذلك ينبغي أن تخضع مراحل الإعداد، التي تنشدها فرق الأندية والمُنتخبات، لسلطة الدراسة الفنية المُستفيضة قبيل الشروع في اختيار عناوين واضحة لها وتتضمن الوقوف على الحيثيات، التي يرتكز عليها المُعسكر التدريبي لتجمع بين الجانبين الفني والترفيهي، لطالما جاء احدهما مُكملا للآخر.