الحكومة تُراوح مكانها وطوابير الأزمات تمتد في لبنان

الرياضة 2021/08/31
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
بينما يراوح ملفّ تشكيل حكومة المكلف نجيب ميقاتي تحت وطأة العقد الوزارية والمطالب التي يتشبث بها الفرقاء، تستفحل وتتصاعد الأزمات الحياتية الخانقة ولاسيما أزمة المحروقات والبنزين تحديداً، إذ امتدت طوابير اللبنانيين على محطات التعبئة المفتوحة وغالباً ما يخفقون في الحصول على ضالتهم رغم وقوفهم ساعات طوال في الطابور.
حكومة تصريف الأعمال للدكتور حسان دياب تجد نفسها في مواجهة غير عادلة مع تحديات هائلة بينما أدوات المواجهة والصمود محدودة وتكاد تكون معدومة، فهي تقف بين قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن السلع الأساسية لتجنب المساس بالاحتياطي النقدي المحدود للبنك المركزي، وما يتبع ذلك من تصاعد مجنون لأسعار الوقود وشحه، وبين شعب بات يعاني الأمرين من مصاعب ومصائب حياتية جمة على مختلف الأصعدة.
في هذه الأثناء يتطلع اللبنانيون اليوم لوصول أولى بواخر النفط الإيرانية وما يمكنه أن تحمله من إمدادات تسهم في تحجيم مساحة معاناتهم الكبيرة. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده من جانبه أكد أمس الاثنين، أنَّ "إرسال شحنات النفط الإيرانية إلى الزبائن هو من حق إيران وهي التي تقرر، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شؤونها التجارية ويمنعنا من ذلك"، وشدد على أننا "لا نقبل منع الشعب اللبناني من حقوقه"، ورفض خطيب زاده اعتراض بعض الجهات على إرسال بواخر النفط الإيرانية، مؤكداً أنها ستصل تباعاً إلى لبنان للمساعدة في حل أزمته.
الى ذلك، وزعت "الدولية للمعلومات" - وهي منظمة لبنانية تعنى بالإحصاء- تقريراً بعنوان "بعد رفع أسعار البنزين.. 1311 ليرة كلفة كل كيلومتر"، لفتت فيه إلى  أنه "بعد رفع سعر صفيحة البنزين إلى  128200 ليرة ارتفعت كلفة الانتقال بالسيارات الخاصة، وأصبحت كلفة كلم الواحد نحو 1311 ليرة لبنانية لسيارة متوسط استهلاكها 170 كلم/ 20 ليتر بنزين. (وترتفع الكلفة كلما زاد استهلاك السيارة وايضا كلما كان طرازها قديما وبحاجة إلى صيانة دائمة)". 
أما النائب اللبناني عدنان طرابلسي فأشار أمس الاثنين إلى أنَّ "القلوب اليوم مضطربة والنفوس قلقة على المصير والمستقبل. لبنان يمرّ بأصعب الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة والاجتماعيّة في تاريخه، لبنان اليوم لم يعد كما كان، وطلّاب لبنان وشبابه وأجياله الصاعدة يعيشون أصعب المراحل وأشدّها إيلاما عليهم وعلى أهاليهم".
وشدّد على أنَّ "لبنان أصبح في خطر وجودي، أصبح على حافة الانهيار، وليس من المقبول الاستمرار في السياسات العرجاء القديمة التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، ولقد آن الأوان للقضاء على الفساد والتخلّص من المفسدين، آن الأوان للإنقاذ والتوقّف عن الشعارات البراقة الفارغة من 
المضمون".
وأضاف، "ما أحوجنا اليوم إلى التلاقي من كلّ أرجاء الوطن، سواء في ميدان التربية والتعليم، أو ميادين التطوّع والعمل الاجتماعي وغيرها في هذا الزمن العصيب الذي اجتاحته جائحة كورونا عالميّاً، واجتاحتنا في لبنان أعاصير الفساد والإفساد والهدر وإضاعة الفرص وتضييع المسؤوليّات وتقاذفها، وألاعيب السياسة ودهاليزها، وأزمات الاقتصاد والتدهور المالي والاجتماعي والمعيشي، وكلّنا ننتظر تأليف حكومة جديدة؛ وكم نخشى أن ينهار البلد ونحن على حافة 
الانتظار".