صناعة الذهب

الرياضة 2021/09/01
...

د.عاصفة موسى
 
لم تتمكن فاطمة فاضل ذات الاربعة عشر عاما، من تحقيق انجاز خلال مشاركتها في دورة الالعاب البارالمبية المقامة حاليا في طوكيو، وربما كان اتحادها ومدربها ايضا يعلمان ان الانجاز صعب المنال على فاطمة، نظرا للمستويات العالية المتواجدة في البارالمبياد، لكنني اجد ان مشاركة فاطمة مهمة جدا وان لم تحقق وساما أو رقما خاصا بها، فهي مشروع بطلة ذهبية، ومشاركتها في هذا المحفل الاهم وهي بعمر 14 عاما، منحتها زخما واندفاعا اكبر للتدريب واستعدادا نفسيا افضل، وطموحا لتحقيق الهدف في ان تصبح بطلة عراقية تشارك في السباقات الدولية وهي اكثر ثقة بالنفس، واعمق خبرة وتجربة في خوض اصعب المنافسات من دون خوف أو ارتباك.
لا مبرر للجنة البارالمبية ولا لاتحاد القوى البارالمبي في التهاون ازاء اعداد فاطمة، السنوات الاربع المقبلة، إذ ستلتقينا في بارالمبياد باريس 2024، وقد استغلظ عودها، وقوى عظمها، وكبر حلمها وزادت ارادتها. المهمة ليست سهلة، ففاطمة التي تحلم بالذهب بقدر حلمها بالدراسة الجامعية، يتحتم علينا جميعا تحقيق مرادها، وهي الفتاة الصغيرة التي تعيش في كنف أسرة عراقية صابرة على مصاعب الحياة،  فوالدها عاطل والحظ هو الذي اوصلها الى اتحاد القوى البارالمبي الذي كشف عن موهبتها، وزج بها في تدريبات سريعة لتحقق تقدما في وقت قصير أهلها لأن تكون في طوكيو وتتنافس مع بطلات العالم.
فاطمة ستصبح بعد ثلاث سنوات في السابعة عشرة من عمرها، وهي مسافة زمنية طويلة، لكنها قد تكون غير كافية لاعداد بطلة بارالمبية وعالمية، إذا وضعت العراقيل امام تأهيلها.
تواجد ابطال بعمر فاطمة وبمستوى طموحها وقوة ارادتها في تحدي عوقها، يجعلنا اكثر تفاؤلا بمستقبل الرياضة في العراق، وسيتضاعف تفاؤلنا عندما تزداد اعداد الرياضيين المؤهلين ليكونوا مشاريع ابطال، يعوضون خزينة اللجنة الاولمبية الخاوية إلا من وسام برونزي يتيم، او يضاعفون محتويات خزينة اللجنة البارالمبية من اوسمة الذهب والفضة والبرونز، فالعراق منبع للمواهب، ولا نحتاج إلا لمؤسسات منتجة قادرة على صناعة الذهب، أو بمعنى اخر صناعة أبطال الذهب.