«ناسا» ترجح أخذ «برسيفرنس» عينة صخريَّة من المريخ

علوم وتكنلوجيا 2021/09/04
...

  واشنطن: أ ف ب
بعد محاولة أولى منيت بالفشل، يفترض أن يكون «برسيفرنس»، روبوت «ناسا» الجوال على المريخ، نجح في استخراج عيّنة صخرية، منفذا المهمة الرئيسة الموكلة إليه على الكوكب الأحمر، وفق ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية.
وجاء في بيان صادر عن «ناسا» أن «معطيات نُقلت في ساعة متأخّرة من الأول من أيلول تشير إلى أنَّ الفريق نجح في مهمة استخراج قطعة صخر من المريخ».
لكنَّ الأمر ليس أكيداً بعد بالكامل، فقد أظهرت صور أولية عيّنة متماسكة في أنبوب الجمع، غير أنَّ نتائج الصور الإضافيَّة لم تكن قاطعة بسبب نقص في الإنارة.
 
علامات لحياة قديمة
وأوضحت الوكالة الفضائية «حتّى لو كان فريق مهمة برسيفرنس على ثقة بأن العيّنة موجودة في الأنبوب، ستسمح صور ملتقطة بإنارة أفضل بتأكيد وجودها» بحلول السبت.
وأخذت العيّنة من صخرة بحجم محفظة للمستندات تحمل اسم «روشيت».
وكان الروبوت الجوّال «برسيفرنس» فشل في آب الماضي في محاولته لأخذ قطعة صخرية من المريخ، هي الأولى من حوالى 30 عيّنة من المقرر إعادتها إلى الأرض خلال سنوات لتحليلها.
وترمي هذه الخطوة إلى البحث عن علامات لحياة قديمة، مثل آثار حياة جرثومية متحجرة في الصخور، وأيضا لفهم جيولوجيا المريخ بشكل أفضل.
وكانت المهمة انطلقت من فلوريدا قبل عام ونيّف.
وهبط «برسيفرنس»، وهو بحجم سيارة دفع رباعي كبيرة، في 18 شباط عند فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنها كانت تضم بحيرة عميقة قبل 3,5 مليارات سنة. وهذه البيئة قد تكون أوجدت الظروف اللازمة للحياة خارج كوكب الأرض.
وتخطط وكالة «ناسا» لمهمة بهدف إعادة العينات إلى الأرض في ثلاثينات القرن الحالي من أجل تحليلها باستخدام أدوات أكثر تعقيدا من تلك التي يمكن إحضارها إلى المريخ حالياً.
 
التاكسي الجوي
وعلى صعيد منفصل أطلقت وكالة ناسا رحلات تجريبية لطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية eVTOL، التي يشار إليها باسم السيارات الطائرة، مع شركة Joby Aviation.
وتأتي الرحلات التجريبية كجزءٍ من حملة وطنيَّة من قبل وكالة ناسا لمراقبة هذه الطائرات التجريبية أثناء العمل وتحديد ما إذا كانت آمنة للركاب.
وتمثل Joby Aviation، التي تأسست في العام 2009، أول شركة لطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائيَّة تشارك في الحملة الوطنيَّة للتنقل الجوي المتقدم التابعة لوكالة ناسا.
وقالت الوكالة إنَّ الرحلات التجريبية بدأت في شهر آب الفائت، في مطار الشركة في بيج سور بولاية كاليفورنيا، وتستمر حتى 10 أيلول. لكنَّ وكالة ناسا لن تكون مجرد مراقب سلبي أثناء تنقل طائرة Joby Aviation المكونة من 6 محركات في الهواء. وقالت الوكالة إنها تجمع أداء المركبات والبيانات الصوتية لاستخدامها في نمذجة ومحاكاة مفاهيم المجال الجوي في المستقبل. وبمعنى آخر، تراقب الوكالة عن كثب صوت الطائرة لمعرفة مدى مقارنتها بطائرات الهليكوبتر والمركبات الأخرى التي تعمل بالوقود.
 
أقل ضوضاء
تتمثل إحدى نقاط البيع الرئيسة لشركات طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية في أن هذه الطائرات أقل ضوضاء بشكل ملحوظ من طائرات الهليكوبتر. وبالتالي فهي مناسبة بشكل أفضل للرحلات فوق المناطق المأهولة بالسكان. وأثناء الرحلات التجريبية، تقول الوكالة إنَّ فريقها يجمع معلومات حول كيفية تحرك المركبة، وكيف تبدو المركبة، وكيف تتواصل المركبة مع أجهزة التحكم. وتخطط الوكالة لإجراء اختبارات مماثلة مع شركات طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية الإضافية في المستقبل. وتقدم الوكالة أيضًا المشورة لإدارة الطيران الفيدرالية لأنها تكتب قواعد جديدة للتاكسي الجوي الكهربائي. وتعد الحملة الوطنية خطوة ستراتيجية مهمة في أهداف الوكالة لتسريع الجدول الزمني لصناعة التنقل الجوي المتقدم. وتساعد سيناريوهات الاختبار هذه في الإبلاغ عن الفجوات في المعايير الحالية. وذلك للاستفادة من تقدم الصناعة في دمج مركبات التنقل الجوي المتقدم في المجال الجوي. وبطبيعة الحال، فإن مهمة ناسا هي تشجيع تطوير تكنولوجيا الطيران المتقدمة. ولكن مهمة إدارة الطيران الفيدرالية هي كتابة القواعد التي تحكم الرحلات والعمليات التجارية.