كابل : وكالات
تضاربت المعلومات بشأن إعلان محتمل للحكومة الافغانية خلال الساعات برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا برادر، وذلك وسط أنباء عن خلافات مع شبكة حقاني الذراع العسكرية الأبرز في الحركة.
وأفادت شبكة "روسيا اليوم" بأن هناك معلومات متضاربة بشأن موعد إعلان "طالبان" عن تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن معلومات تشير إلى احتمال الإعلان عنها خلال الساعات المقبلة، بينما تحدثت تقارير أخرى عن احتمالية تأجيل ذلك بسبب خلافات داخل الحركة. وأفادت وكالة "رويترز" في وقت سابق أمس، نقلا عن مصادر في حركة "طالبان" بأن الملا عبد الغني برادر سيقود الحكومة الجديدة في أفغانستان، وقالت الوكالة: إن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان مناصب بارزة في الحكومة.
وقد عاد الملا برادر من منفاه في العاصمة القطرية الدوحة إلى كابل بعد أن سيطرت حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية وعدة مدن أخرى في 15 آب الماضي.
إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود إزاء آخر مستجدات الوضع في أفغانستان وتبني قرارات بشأن الاعتراف بأي قوى سياسية في البلاد على أساس جماعي.
ووصف بوتين، خلال مشاركته أمس الجمعة في منتدى "الشرق" الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك، الأحداث التي شهدتها أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف الناتو منها بأنها "كارثة"، لافتاً إلى أن هذه التقييمات لا تأتي من قبله فقط، بل على لسان المحللين الأميركيين أنفسهم.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة أنفقت على حملتها في أفغانستان أكثر من 1.5 ترليون دولار، متسائلا بشأن ماهية نتائج هذه العملية.
وتابع: "وإذا نظرنا إلى عدد الناس الذين تعاونوا مع الغرب الجماعي - مع الولايات المتحدة وحلفائها - وتم تركهم في أفغانستان - فيبدو أن هذه هي كارثة إنسانية أيضا".
وحذر بوتين من أن سياسة فرض نظام الحكم الديمقراطي بالقوة على دول أخرى غير مقبولة إطلاقا، قائلاً: "إن كان من شعب يحتاج إلى الديمقراطية فإنه سيصل إليها بنفسه، ولا يجوز تحقيق ذلك بأساليب القوة".
ولفت إلى أن الكثير من السياسيين الغربيين يتحدثون حاليا عن أخطاء ارتكبها الناتو في أفغانستان، لكن من المهم الآن استخلاص الدروس من هذه الأحداث لمنع تكرارها في المستقبل.
وأشار إلى أن تلك الدول الغربية في الوقت نفسه تواصل ممارسة نهج مماثل تجاه دول أخرى، موضحا أن سياسة فرض العقوبة تمثل امتدادا لسياسة فرض المعايير، ولفت إلى أن سياسات الغرب في هذا الصدد لم تشهد أي تغيرات تذكر منذ عهد الاستعمار الرامي إلى فرض الكاثوليكية في دول أخرى.
وردا على سؤال صحفي مطروح أمامه أثناء مشاركته في المنتدى، بشأن من يجب أن يكون مسؤولا عن النظام في العالم حال تخلي الولايات المتحدة عن دور "الشرطي العالمي"، أجاب بوتين: إن "النظام في العالم يجب أن يكون مسؤولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها، بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمين فيه (وهي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا)".
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في تصريح أمس الجمعة: إن بلاده مهتمة بمستقبل أفغانستان، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لن تعترف بحكومة حركة "طالبان"، وأضاف خلال زيارة لباكستان، "لن نعترف بحكومة طالبان لكننا سنتعامل مع الواقع الجديد".
وقال: "سيتعين على بريطانيا التعامل مع الواقع الجديد في أفغانستان"، مضيفا أنها لا تريد أن تشهد انهيار النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وتابع راب "لم يكن ممكنا إجلاء نحو 15 ألفا من كابول بدون بعض التعاون مع طالبان"، وأضاف "ندرك بالفعل أهمية أن نظل قادرين على الحوار ووجود خط مباشر للاتصالات".