الآن .. تبدأ المهمة!

الرياضة 2021/09/06
...

علي رياح  

لا حدود لمساحة التفاؤل الذي أوجده منتخبنا بعد التعادل الذي كان يماثل شكل الفوز وطعمه على أرض الشمشون الكوري، في انطلاقة الجولة الحاسمة لتصفيات المونديال .. لكنه تفاؤل يبقى مشروطا يحيط به قليل أو كثير من الحذر، كي لا تتحول نتيجتنا الإيجابية تلك إلى مبرر للاسترخاء، انطلاقا من الظن الخاطئ بأن منتخبنا قد أنجز كامل المهمة مرة، ولهذا فهو قادر على الحسم في كل مواجهة ومباراة!.
نقطة التعادل ليست نهاية لمشوار طويل وصعب، ولكنها ينبغي أن تكون البداية لحسابات مختلفة، نضع فيها كل إفراط في الثقة جانبا، وننظر إلى كل مواجهة مقبلة على أنها سبب في تحديد معالم الطريق، وأننا يجب أن نسعى للحسم فيها لكي لا ندع مجالا لتسلل المنتخبات الغريمة إلى حساباتنا في المجموعة كلل.
من هذه الرؤية، أجد في مباراتنا مع إيران تحديا جديدا، لا بل هو التحدي الأشد صعوبة من ذلك الذي سبقه أمام كوريا .. وأنا هنا لا أميل إلى رسم علاقة مقارنة بين الكوريين والإيرانيين، وإنما أشدد على أن كل مباراة ستكون أصعب من سابقتها بعد أن يفرز مسار التصفيات معطيات تدفع للتزاحم بين المنتخبات الستة، من دون النظر إلى الانطباع المبدئي عن الفروقات الفنية أو البدنية بينها، لا سيما أن مباريات المرحلة الأولى في المجموعتين أنتجت بعض النهايات التي لم تكن في الحسبان لدى انطلاق التصفيات.
إذا تأملنا هذه الصورة بالمجمل، سندرك أن اللقاء مع إيران له أوجه صعوبة لطرفيه معا، والمنتخب العراقي لديه خط بياني متأرجح مع نظيره الإيراني، وما نأمله أن تكون هذه الجولة جولتنا، وأن يكون الفوز من نصيبنا، فالمنتخب الإيراني لا يمر بأفضل أطواره في هذه الحقبة الزمنية، وفي إمكاننا الفوز عليه بعد النظر بعناية وحرص إلى مفاتيح الأداء لديه، وأعني هنا اللاعبين فرادى ومجموعة.
أعود لأشدد على أن المنطق في كرة القدم يقضي بأن النجاح يؤسس لنجاح آخر، وقد أدرك المدرب أدفوكات حجم التفاؤل لدينا بمنتخبنا وبه كقائد في الميدان بعد التعادل الذي يماثل الفوز أمام كوريا، ولست أرى مانعا أو عائقا دون سعي منتخبنا نحو نتيجة إيجابية أخرى ستفعل فعلها الكبير في المحطات المقبلة من التصفيات. أدفوكات اجتاز عتبة المباراة الدولية الأولى له معنا بثبات وتفوق، واللاعبون الذين خاضوا المواجهة السابقة اكتسبوا قدرا عاليا من الثقة، وعودة أكثر من لاعب إلى التشكيلة بعد الغياب سيحمل إلى المدرب مرونة أكثر في الاختيار والتوظيف .. وثمة نقطة لا ينبغي أن تسقط من حساب المدرب واللاعبين، هي أننا كجمهور وإعلاميين قد تحركنا من منطقة التخوف الذي كان يشوب النظر إلى مهمة أدفوكات، وكلنا أمل في أن نغادر هذه المنطقة تماما بالمزيد 
من النجاحات.
شخصيا أرى منتخبنا مؤهلا لدور كهذا، بشرط أن نحسبها جيدا ونؤدي المباراة بواقعية شديدة، ولنا في تجربتنا المنقضية أمام كوريا خير دليل وبرهان.