مشاورات الفرصة الأخيرة في بيروت لبث الروح في الحكومة

الرياضة 2021/09/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
صار أمراً مألوفاً أن يُمسي اللبنانيون على أجواء إيجابية تشي بانفراج وشيك في الملف الحكومي، ليصحوا في اليوم التالي على تعقيد وظهور مطبات وشروط جديدة، لذا أصبح من الصعوبة بمكان إقناعهم بأن الساعات أو الأيام القادمة ستشهد ولادة الحكومة، وإن أطرافاً خارجية وداخلية 
عملت على ذلك.
"شبعنا وعود وتصريحات بلا طعمي، وصرنا نئشع (نرى) نفخ ومافي طبخ" قالها لبناني لنا وهو يقف مستنداً على باب سيارته المفتوح، وهو يتطلع في طابور السيارات التي تسبقه في محطة وقود الكفاءات في الضاحية الجنوبية ببيروت، غير أن تصريحات الكثير من المسؤولين اللبنانيين أشارت أمس  الى أن "هذه المرة مختلفة عن سابقاتها وسنشهد في الساعات المقبلة تطوراً ملموساً، اما تأليف الحكومة او الاعتذار وإن كان التأليف هو الأرجح".
النائب جميل السيد والمعروف بعلاقته الوطيدة مع الرئيس اللبناني عون أكد ان الإيجابية هي سيدة الموقف والساعات القادمة حبلى بالأخبار الطيبة، وغرد عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "الحكومة إلى النور خلال 48 ساعة، وخلال الـ24 ساعة الماضية جرت اتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من 8 وزراء لكل فريق"، ويضيف: "إذا صعد ميقاتي الثلاثاء أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة، مبدئياً اللعبة في آخرها، كل طرف سيحصل 
على ضماناته".
وكانت الساعات الماضية قد شهدت اتصالات لافتة بين القوى الدولية المؤثرة في لبنان وكان أبرزها الاتصال الذي أجراه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضر الملف اللبناني فيه بقوة، حيث شدد رئيسي على أن "إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني"، مضيفاً "لن نتردد بتقديم كل أنواع المساعدات الانسانية للبنانيين ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان".
فيما رأى النائب ميشال ضاهر أنّه "بعد التطورات والضغوطات الهائلة التي مورست مساء البارحة من أطراف دولية وإقليمية على جميع الأطراف المعنية بالتأليف، أستطيع القول ان عملية تأليف الحكومة أصبحت نهائيّة وستتمّ خلال هذا الأسبوع على أبعد تقدير".
ومن المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة اللقاء الـ 24 بين ميقاتي وعون لبلورة التشكيلة الوزارية المنتظرة ويسعى ميقاتي الى إقناع عون بالحصول على 8 وزراء من جملتهم وزراء حزب الطاشناق وحزب الوزير السابق طلال إرسلان ضمن الحكومة المؤلفة من 24 وزيراً، فيما تشير مصادر نادي رؤساء الحكومات السابقين الى أن عون يصر على حصوله على 10 وزارات ليضمن إمساكه بالثلث المعطل.
في السياق أجرى مدير عام الأمن اللبناني عباس إبراهيم وفور عودته من دمشق سلسلة من اللقاءات المكوكية مع عون وميقاتي لإنضاج الحلول للعقد المتبقية في التشكيلة الحكومية، وتشير التسريبات الى أنه لمس جدية من الرجلين لحل العقد المتبقية، في الأثناء أكد الإعلامي اللبناني سامي كليب أن "الحكومة ستحسم خلال 48 ساعة إما سلباً أو إيجاباً والرئيس ميقاتي وضع خطاً أحمر بأن زيارته المقبلة إلى بعبدا ستكون الأخيرة وستخصص لتوقيع المراسم، وأن الرئيس ميقاتي (بذكائه) سرب أسماء حكومة الـ14 لتحريك الأوضاع ومن المؤكد أن الرئيس عون لن يقبل بها وقد أدى هذا التسريب مبتغاه"، مضيفاً "حتى اليوم التوجه هو للاعتذار لأنه من المعلوم أن الرئيس عون لا يتنازل عن شيء مقتنع به"، وتابع كليب بأن "ميقاتي كاد أن يعتذر قبل يومين لكن اتصالات خارجية أميركية وفرنسية وداخلية تتضمن حزب الله حالت 
دون ذلك".