متخصصون: التشكيلة الخاطئة والتخبط الفني تسببا بالخسارة مع إيران

الرياضة 2021/09/09
...

 بغداد: محمد عجيل ونبيل الزبيدي
 
بثلاثة أهداف من دون رد انتهت مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الإيراني والتي جرت بينهما ضمن الدور الثاني من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم، وإذا كانت النتيجة التي آلت اليها المباراة تعد قاسية في نظر المعنيين فان المستوى الفني السيئ الذي قدمه اللاعبون طيلة الشوطين يعد اكثر قساوة من وجهة نظر الغالبية لاسيما بعد النقطة الثمينة التي خطفها المنتخب من منافسه الكوري الجنوبي في الجولة الأولى، وربما تكون مباراة يوم امس الأول هي الأكثر احباطا في تاريخ اللقاءات العراقية الإيرانية حيث تسيد طارمي وزملاؤه اللقاء منذ الدقيقة الأولى حتى نهايته، وذلك لسببين، الأول يتعلق بالتشكيلة الخاطئة التي زج بها ادفوكات منذ بداية المباراة ومن ثم عاشت التشكيلة ذاتها تخبطا فنيا رغم التغييرات التي اجريت في الشوط الثاني.
ويقول النجم الدولي السابق سعد قيس: اشكل كثيرا على المنهاج الذي وضع لاعداد المنتخب الوطني للتصفيات منذ انطلاقته في معسكر اسبانيا مرورا بمعسكر تركيا حيث لم يدخل في اختبار حقيقي في المباريات التجريبية تسهم في إعطاء صورة واضحة للملاك التدريبي وان كل ما جرى كان عبارة عن إسقاطات فرض مع أندية مغمورة، وحتى مباراة كوريا الجنوبية لم تكن اختبارا للاعبين ذلك لانها لعبت باسلوب التكدس الدفاعي الذي اريد منه خطف نقطة التعادل، ومن ثم دخل المنتخب في مباراة إيران من دون وجود أي انسجام مع التشكيلة.
واكد ان ادفوكات يتحمل الوزر الأكبر من أسباب الخسارة كونه فشل بقراءة المباراة في شوطها الثاني ولم تكن لتغييراته أي أثر لحدوث تغيير في مستوى الاداء الجماعي والدليل ان المنتخب الإيراني تمكن من اضافة هدفين في حين لم نتمكن من الوصول إلى مرمى المنافس.
وتطرق سعد قيس إلى الجانب المعنوي، موضحا ان الهالة الإعلامية والتلاحم الشعبي الذي ظهر بعد لقاء كوريا الجنوبية اثر بشكل سلبي في اداء اللاعبين واعتقد بعضهم ان نقطة التعادل مع كوريا بمثابة الفتح المبين مما يراه البعض بمثابة غرور سرعان ما تهشم على يد المنتخب الإيراني.
من جهته انتقد لاعب الزوراء السابق محمد عبد المحسن المباراة اداء ونتيجة، وقال: للأسف لم نر منتخبا وطنيا يحمل ذات الطابع الذي رسمته الجماهير بعد لقاء كوريا الجنوبية لقد ظهر جليا عدم التوافق وغياب الرؤى وعدنا من جديد للمربع الأول بين ناقم وساخط على رحلة الإعداد وتسمية الملاك التدريبي لقد كان الهولندي ادفوكات غائبا كليا عن المباراة ولم تفلح تبديلاته في ايجاد ثغرات ينفذ منها الهجوم العراقي  ولانه لم يتمكن من ايجاد خطة فنية واضحة المعالم حيث ضاع اللاعبون في ملعبهم وفشلوا في احداث أي خرق في الدفاعات الإيرانية الصلبة ولعب الهجوم الإيراني بشكل مستريح أمام خط دفاع عراقي مترهل ظهر عليه الاعياء.
وأشار عبد المحسن إلى اكتشاف أسلوب جديد لم يعهده المنتخب العراقي وهو تجهيز الكرات العالية في منتصف ملعب الفريق الخصم مع فشل تام في تنفيذ اغلب الكرات الثابتة التي كانت تتلقفها رؤوس لاعبي منتخب إيران، يقينا ان المتابع استغرب من زج همام طارق الذي اخطا مرات عديدة في محاولاته وصفاء هادي الذي ضاع في بداية المباراة وتسبب في هدف السبق مع ترك محمد قاسم وجستن ميرام على دكة البدلاء كما ان المتابع نفسه ادرك ان ادفوكات أراد التعادل في الشوط الأول لكن الهجوم الإيراني كان اسرع من توقعاته ووضع أولى كراته بعد مرور دقيقتين وهي اول حادثة تشهدها لقاءات العراق وإيران. وتوقع المدرب حيدر نجم ان يستمر الاداء بهذه السلبية طالما ان المدرب لا يملك الرؤية الواضحة عن اللاعبين العراقيين وقدراتهم ولم يتسن له اكتشاف ماهو جديد حيث قدمت له الاسماء على طبق يحيط به الغموض، كل ما نتمناه ان يجتاز منتخبنا رحلة التصفيات ويصل الى بر الأمان لاسيما ان المشوار مازال طويلا.
بدوره اكد الخبير والمدرب الكروي عبد اللطيف كاظم ان مباراتنا امام ايران قد كشفت عن الاداء المتواضع للاعبينا، مبينا اننا لم نتعرض لمثل هذه النتيجة القاسية طيلة مشاركاتنا السابقة.
وقال كاظم: اذا عدنا الى المباراة الاولى امام كوريا الجنوبية نشاهد ان المستوى الفني لم يكن جيدا رغم التعادل الذي تفاءلنا به لان الفريق الكوري كان غير جيد وكان بطيئا جدا ومختلفا بشكل كبير عن اسلوبه السريع ورغم ادائه الضعيف اضاع خمس فرص كان بالامكان ان نتعرض من خلالها لهزيمة لو حالفهم الحظ.
واضاف ان منتخبنا امام كوريا لم يواجه المرمى بصورة حقيقية وغير قادر على الهجوم الفعال وخلق فرص للتسجيل فكان العقم الهجومي حاضرا طيلة وقت المباراة وكان الاداء متواضعا جدا في مباراتنا مع ايران التي خسرناها جراء اداء اللاعبين السلبي في الوضعين الدفاعي والهجومي، مشيرا الى انه لو انتهت المباراة لصالحنا لزادت حظوظنا في التأهل الى المونديال. وبرأ كاظم مدرب منتخبنا ادفوكات من مسؤولية الخسارة ملقيا باللائمة على اللاعبين كونهم لم يكونوا بيومهم اضافة الى ان منتخبنا لا يمتلك خط وسط ولاصانع العاب بحجم تلك التصفيات. وتابع، ان الفوضى واللعب الاستعراضي هو هوية  لاعبي منطقة التحضير اضافة الى الضعف الفني لدى اللاعبين والذي ادى الى تشتيت الكرات في مساحات الملعب، والا بماذا نفسر الوضع الهجومي للمنتخب الذي بدا عاجزا عن تشكيل اي خطورة في المباراتين؟ .  ولفت الى ان منتخبنا الحالي هو الأضعف بتاريخ الكرة العراقية وان غالبية اللاعبين لا يستحقون ارتداء قميص المنتخب، بسبب عجزهم الواضح في تطبيق اسلوب اللعب الذي كان يفكر به المدرب الهولندي ادفوكات والمتلخص بالمراقبة في المناطق المهمة وغلق المساحات. واختتم كاظم حديثه بان منتخبنا في جميع مبارياته خلال التصفيات الماضية لم يتعرض لمثل هذه الخسارة لاسباب عديدة منها وجود دوري ضعيف جدا وادارات متواضعة واشخاص غير مختصين رغم اسمائهم المعروفة في اللجان الفنية في الاندية والمنتخبات، متمنيا اكمال التصفيات بعناصر شابة وابعاد الاغلبية وتشكيل ثلاثة منتخبات من الفئات العمرية للتصفيات المقبلة اضافة الى تشكيل لجنة ادارية وفنية جديدة تضم الكفاءات الذين لم يلتفت اليهم احد ولهم تجارب احترافية ومنحهم الصلاحية في اختيار الاجهزة الفنية.