الهزة الكروية التي تعرض لها منتخبنا في ثاني مبارياته في التصفيات المونديالية امام نظيره الايراني، لعبا ونتيجة، ستعيد حسابات الكثير من التفاصيل وتجعل امر العديد من المراكز من حراسة المرمى للخط الدفاعي وصناعة اللعب والاجنحة والهجوم شاغرة، للبحث عن اسماء اخرى قادرة على تحمل مسؤولياتها واعادة هيبة اللعبة المفقودة في السابع من ايلول في الملعب القطري .

قبل ايام كتب الرائد الصحفي الاستاذ محسن حسين موضوعا في صحيفة “الصباح” عن كوارث ومصائب ومنغصات شهر ايلول في التاريخ، ومن بينها الحرب الكونية وحرب الخليج الاولى وحوادث كبيرة، وسنضيف إليها الخسارة التاريخية بثلاثية صماء من دون رد في الدوحة .

منذ عقود لم نعهد كرتنا او لاعبينا بهذا الشكل من التراجع وغياب كامل لأبجديات المستديرة، بالرغم من تولي مدرب محنك قيادة الوطني كشف طلاسم المستطيل الاخضر في اوروبا والعالم اجمع مع الاندية والمنتخبات، وله القاب ونياشين تؤكد انه متسلح بأوراق تفوقه السابقة، لكن الاسود النائمة خذلته ولم تترك له فرصة لالتقاط انفاسه واحداث تغييرات شاملة بالفريق، وهو يخوض غمار المهمة بأيام لم تصل للشهر .

بث ادفوكات شكواه للعلن من صدمة ايلول واستغرب من تواجد لاعبين بمراكزهم المعتادة من دون تغيير مع انهم يعانون مشكلات فنية ولا يخضعون للمفاضلة والاختبار الواقعي والعلمي المدروس امام بدلاء يملكون فرصة ازاحتهم عن مواقعهم المحجوزة منذ سنوات طوال بلا فائدة تذكر .

اكثر من مباراة تجريبية مع منتخبات عالية المستوى تتطلبها مهمة الهولندي المقبلة، للوقوف على تشكيلته المناسبة قبل لقاء لبنان في الدوحة، والابيض الاماراتي في عقر داره، وتفصلنا عنها اسابيع قلائل وهناك رغبة من المدرب باستقدام مساعدين جدد له وتكليفه مساعده الاجنبي بمراقبة مباريات المحترفين في الخارج لضمهم للفريق وتدعيم الصفوف بأسماء اكثر خبرة في مواجهة الكبار .

معاناة الدفاع ظهرت على سطح الاستعداد وكشفتها مباراة واحدة اهتزت شباكنا فيها 3 مرات، ولم يكن جدارنا الاخير آمنا بغياب علي عدنان وسعد ناطق وريبين سولاقا، وتواصل العقم الهجومي على مدى 3 لقاءات متتالية بضمنها اخر مباراة في التصفيات السابقة امام ايران ايضا، ثم كوريا الجنوبية، وتكرر الحال في مواجهة الدوحة من دون ان يسجل لاعبونا اي هدف، والكرة في ملعب ادفوكات لإحداث تغييرات جذرية في جسد التشكيلة وتعديل المسار، أليس كذلك ؟.