تقرير اعده: احسان المرسومي 

 

ينتظرُ الشارع الرياضي بشغف اليوم الثلاثاء ولادة مكتب تنفيذي جديد يقود اتحاد كرة القدم العراقي للاربع سنوات المقبلة، ويكون قادرا على ادارة الملفات الشائكة التي تنتظره خلال فترة استحقاقه المقبلة، وبالتاكيد فان هذه الولادة العسيرة لم تكن سهلة على الاطلاق بعد ان مرت بظروف ومنعرجات عدة بل ان هذه المرة ستأتي بعد خلافات عميقة رافقها شد وجذب ادت بالتالي الى تقديم الاتحاد السابق الذي كان يقوده الملا عبد الخالق مسعود وفريقه استقالته على خلفية عدد من الخروقات التي رافقت الانتخابات الاخيرة ، ما دعا  احد المرشحين السابقين وزير الشباب الحالي وعدد اخر من اعضاء الهيئة العامة  الى رفع دعوى في محكمة كاس الدولية، وايضا اصدرت المحاكم العراقية حينها قرارا بحبس اثنين من العاملين لدى الاتحاد السابق بحجة حجب بعض الوثائق الرسمية التي من شانها ان تمنع درجال من الدخول الى السباق الانتخابي في الانتخابات الاخيرة التي جرت في العام 2018 . 

 

 

تدخل العقلاء 

الرياضة العراقية التي كانت تنتظر اصلاحات كبيرة وتضع اولى خطواتها على السكة الصحيحة وتلتفت الى معالجة مشاكلها وعدد من الملفات المهمة، وجدت نفسها تدفع ثمنا باهظا نتيجة هذه الصراعات، التي انتهت  بالتالي من خلال عدة اجتماعات وتفاهمات تدخل فيها رؤساء اتحادات بعض الدول الخليجية جمعت رئيس واعضاء الاتحاد السابق بالكابتن درجال افضت الى ان يقدم جميع اعضاء الاتحاد استقالته على ان يرفع درجال شكواه لدى محكمة الكاس وايضا التنازل عن شكواه التي ادت الى حبس موظفي الاتحاد السابق . 

 

مرحلة جديدة 

وضع الاتحادان الاسيوي والدولي بعد ان وافقا على استقالة رئيس واعضاء الاتحاد السابق بقيادة الملا ، خارطة طريق لادارة شؤون اللعبة في العراق، فشكلت هيئة تطبيعية بعد ان قابلت مرشحيها بالعاصمة القطرية الدوحة، ومنح الاتحاد الدولي هذه الهيئة مهام وصلاحيات تدير مصلحة الكرة العراقية خلال المرحلة الانتقالية، فاختارت اياد بنيان رئيسا لها ومحمد فرحان امينا عاما فضلا عن عدد من الشخصيات الرياضية، ونجحت هذه الهيئة ومن خلال عملها خلال هذه المرحلة  وبشهادة المعنيين في ادارة ملفات مهمة لعل اهمها تسيير امور الدوري الممتاز دون تاجيلات تذكر، فضلا عن تنظيم دوريات الدرجة الاولى والرديف والشباب والناشئين والاشبال ، وهو ماكان الاتحاد السابق يفتقده خلال الفترة الماضية.  وبعد ان ادت الهيئة التطبيعية عملها بحسب تعليمات الاتحاد الدولي ومنها الاشراف على انتخابات فروع الاتحاد في المحافظات ستتحول بالتالي الى لجنة انتخابية تدير مجريات المؤتمر الانتخابي الذي سيقام في الساعة 11 من صباح اليوم في فندق بابل ، بعد ان تحل مسؤوليتها كهيئة تطبيعية  . 

 

 30 مرشحاً يتصارعون على 13 مقعداً 

ويتصارع على مجلس ادارة الاتحاد الجديد 30 مرشحا ، لشغل 13 مقعدا، احدهما على رئاسة الاتحاد، وقد رشح لهذا المنصب الكابتن عدنان درجال ورئيس نادي الكرخ شرار حيدر، وعلى النائب الاول علي جبار والثاني يونس محمود ، بينما رشح 26 عضوا للحصول على عشرة مقاعد اخرى ضمن اعضاء مجلس الادارة الجديد، وقد فتحت الهيئة التطبيعية باب الترشيح لمجلس ادارة الاتحاد الجديد للفترة من ( 11 ولغاية 30 ) تموز الماضي، والمرشحون للانتخابات المقبلة ، هم لرئاسة الاتحاد عدنان درجال ” الزوراء” ، شرار حيدر ” الكرخ” ، منصب النائب الاول: علي جبار ” ميسان ” ، منصب النائب الثاني: يونس محمود ” رابطة اللاعبين الدوليين” . منصب العضوية  26  مرشحا يتنافسون على 10 مقاعد”

احمد الموسوي “مصافي الوسط” ، فراس بحر العلوم “نفط الوسط” ، جواد نجم الجبوري “الاتحاد الفرعي لصلاح الدين” ، محمد ناصر شكرون “نفط البصرة” ، يحيى زغير “نفط ميسان” ، فالح موسى “الصناعة” ، غالب الزاملي “الشرطة” ، طه الزاخولي “زاخو” ، كوفند عبدالخالق مسعود “الاتحاد الفرعي في اربيل”،  طاهر بلص “الميناء”، رشا طالب “القوة الجوية”، مالح مهدي “الاتحاد الفرعي في المثنى”، عماد فاهم “الاتحاد الفرعي في الديوانية”، علي خلف “الصناعات الكهربائية. “نعيم صدام “الكهرباء”، غانم عريبي “امانة بغداد”، علي عبيس “بابل” ، خليل ياسين “الاتحاد الفرعي في الكوت”، خلف جلال “الإتحاد الفرعي في ديالى” صدام عزيز “سامراء” اذا فاز سينسحب ، رحيم لفته “النجف”، عصام الدخيل “الرمادي”، دكتور ديار فخر الدين “السليمانية”، جليل زغير “الناصرية” ، محمود احمد بيشمركة السليمانية .

 

 

صراع من أجل البقاء 

ما ان بدأ الاعلان عن اسماء المرشحين للانتخابات المقبلة ،الا وطفت على السطح بعض المحاولات من قبل بعض المرشحين لثني عدنان درجال من الترشح الى منصب رئيس الاتحاد المقبل كونه يشغل منصب وزير الشباب، ولم يكتف المرشح المنافس شرار حيدر من الحديث علنا عبر بعض القنوات الاعلامية عن هذه المخالفة، بل سعى بكل جهد الى سحب ترشيح عدنان درجال من رئاسة الاتحاد، والتقى لتاكيد ذلك برئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي وايضا برئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بيد ان جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بمجرد ان اعلنت اللجنة القانونية في البرلمان العراقي احقية درجال بالترشح لانتخابات اتحاد الكرة، وان هذا الترشح ليست له علاقة بمنصب الوزير كون اتحاد الكرة هو منظمة دولية وليست له علاقة باي منصب حكومي، من جهته اوضح درجال في تصريحات اعلامية أن وجوده في الوزارة مؤقت، وله الحق في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة، خصوصاً أن هناك وزراء في دول العالم هم رؤساء اتحادات. وأشار إلى عدم أحقية البرلمان العراقي “التدخل بأمور انتخابات الاتحاد، وأن المرجع هو الاتحاد الدولي والهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم العراقي”.وأوضح درجال، أنه ناقش هذا الموضوع مع رئيس الاتحاد الدولي في وقت سابق، وكان الأخير داعما لآرائه، وأكد له “عدم وجود تضارب في المناصب».

 

مشكلات وصعوبات 

ينتظر مجلس إدارة الاتحاد الجديد العديد من الملفات الشائكة. وستتمثل أولى المهام في الحفاظ على حظوظ المنتخب العراقي، في المنافسة على التأهل لمونديال قطر 2022.ورغم أن العراق، بعد انتهاء جولتين من التصفيات، يحتل المركز الأخير في المجموعة الأولى، بتعادله مع كوريا الجنوبية وخسارته أمام إيران، إلا أن الحظوظ ما زالت قائمة. كما سيكون على الاتحاد الجديد ضبط أمور الدوري العراقي الممتاز، فرغم أن اللجنة التطبيعية أعلنت عن آليات المسابقة ومهدت الطريق، إلا أنه ما زالت هناك تحديات حقيقية، ابرزها الديون المتراكمة على الأندية.

 بالإضافة إلى التصويت على تحديد عدد الأندية الهابطة والمتأهلة لدوري الأضواء، حيث منحت التطبيعية الاتحاد المنتخب أحقية تقرير مصير الهابطين والصاعدين. 

 

رفع الحظر

كما يبقى موضوع استعادة العراق حق اللعب في ملاعبه ضمن مسؤوليات الاتحاد، لا سيما أن العراق سبق أن حصل على قرار، برفع الحظر عن ثلاثة ملاعب هي أربيل والبصرة وكربلاء. لكن تم منع المنتخب العراقي من اللعب في ملاعبه بعد ذلك، بسبب التظاهرات ( التشرينية )  التي جرت في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية ومن بينها البصرة ، ومازالت فرصة العودة للعب في الملاعب العراقية قائمة، حيث أرسلت وزارة الشباب والرياضة والتطبيعية ملفا للفيفا، على خلفية اللقاء برئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو في الدوحة، على هامش مباراة العراق وإيران في تصفيات كأس العالم، اذ من المؤمل حضور لجنة لمتابعة هذا الملف نهاية الشهر الحالي ، في وقت قدم الوزير درجال الدعوة الى رئيس الاتحاد الدولي للعبة انفانتينيو وعدد من رؤساء الاتحادات الخليجية لحضور افتتاح ملعب الحبيبية الجديد خلال هذه الفترة . وبعد نيل العراق شرف تنظيم بطولة خليجي 25، المقررة نهاية العام الحالي، يبقى على عاتق الاتحاد المنتخب إكمال بعض النواقص، منها افتتاح ملعب الميناء، وإعادة تأثيث الفنادق في المدينة الرياضية، من أجل الوفاء بشروط استضافة البطولة.