حرب وحُب

الرياضة 2021/09/16
...

علي حنون
أخيراً، وبعد مخاضٍ عسير، انتهى العرس الانتخابي للاتحاد المركزي لكرة القدم باختيار مجلس جديد يُدير اللعبة وشؤونها وشجونها، للسنوات الأربع القادمة.. فَرحَ من فَرح وحَزن من حَزن، لكن في ختام (المُولد) أتت حقيقة جديدة لترسم خارطة عمل لمنظومة رياضية هي بتفاصيلها قبلة ينظر لها الجميع بعين غانية ورغبة جامحة.. بانت الصورة بألوانها، حرب (ضروس) بدأت قبل أشهر ولم تتوقف حتى في شهر محرم الحرام، منصات الإعلام ومواقع التواصل كانت ساحة للتراشق بين مُحب لهذا الطرف ومُبغض له.. الحاشية كانت في سلوكها (ماشية) والمريدون لسيوفهم بالمصلحة شاهرين، قبالة وجوه أخرى تنادي بأسماء أخرى.. يقينا ليس لهم في ما يتراشقون بنبال التسقيط، من اجله، ناقة ولا جمل، فقط بينهم مُحبون لثلة وبينهم من يعملون نكاية بالطرف الآخر.
لعبة، ونقصد بها الانتخابات، نعم هي كذلك ليس بالضرورة يفوز فيها من يمتلك أشياء تُميزه، وإنما غالبا ما يخرج ظافرا بأصوات أهلها من يتميز بما يمتلك.. عموما طُويت صفحة (العراك) العلني لكن بالتأكيد ستُفتح جبهات اخرى قريبا.. هناك معارك باردة في جانب كرة القدم وسيتحول عاجلا أم آجلا من ليس له بالتشكيلة الحالية لإدارة الاتحاد علاقة ود أو مصلحة، إلى منصة للتشويش من خلال تسريب (أقاويل) عن العمل في هذا المفصل أو مثلبة هناك بهدف خلق أجواء غير نظيفة في مُحيط العمل الإداري، وأيضا سنرى جولات لمن انضربت تطلعاته، يعتمد فيها على التعثرات، التي تقع في أي محطة، ليستل سيفه من غمد الانتقام.. إنها جمهورية كرة القدم حيث الجاه والمال والسيادة والقرار.
وأما نحن معشر الذين لا تعنيهم الأسماء بقدر التفاتتهم إلى العمل والتحافهم بغطاء الرغبة الصادقة في رؤية تقدم تُصيبه سهام سعي العاملين في تطوير كرة القدم الوطنية، فإننا سنبقى نحمل، بموضوعيتنا ومنطقنا ومهنيتنا، سراجا وهاجا لدعم من يعمل بمسؤولية، لإنارة سبيل العطاء أمام خطواته، طالما أنها تأخذ بكرتنا إلى الغاية المرجوة وهي إيجاد فضاء جديد رحب يُمكن أن يجعل منظومتنا تلتحق بركب المنظومات، التي تُحيط بنا.. لسنا طلاب أمر خاص أو مُتيمين بهوى أشخاص، وإنما نحن ثلة من قوم إعلام مهني مسؤول يرى أنَّ كرة القدم في عهود مضت لم تنل من الاهتمام المُجرد ما يُعينها على التطور ونجد أنَّ الوقت قد أزف للحاق بركب الآخرين.. غايتنا سامية عنوانها الصحوة من غفوة الشخصنة والمصالح الضيقة.
نذهب مع درجال لأنه وضع برنامجا يُناغي في فقراته كل التطلعات، وقفنا على رؤيته وكان هو الوحيد من بين من ترشحوا طيلة الدورات الماضية من وضع منهاجا شفافا لعمله في حال فاز بالانتخابات لذلك وبعد نيله كرسي المسؤولية، فإننا سَنقف معه إعلاميا لإصابة غايتنا جميعا وسنبقى نُراقبه للوقوف على جدية رغبته في تحقيق برنامجه، وبلا ريب سنشد من أزره ونُعضد في رأيه في حال سار على نهجه وسنرفع بوجهه سنان النقد في حال أخرى جانب فيها خطة عمله.. هذا هو عملنا وهذه هي رؤيتنا ندعم من يعمل بحرص ورؤية نبيلة ونقف بالضد ممن يذهب لتحقيق غاية شخصية.