سرور العلي
لا شكَّ أن المال يساعدنا في تلبية متطلبات حياتنا، وشراء كل ما نرغب به، وبعضنا يجهل السبل الصحيحة لكيفية التصرف به، ما يجعلهم تحت ضغط الرغبة والإنزعاج، بسبب الحصول على بعض الأشياء وليس جميعها، ولكن يمكن تحقيق كل ما نحلم به، وذلك عن طريق وضع ستراتيجية تعرف باسم «الوعي المالي»، التي تجعلنا نتعامل بشكل أفضل مع المال الذي نملكه، وادخار بعض منه، وتتم تلك الستراتيجية من خلال تعلمنا مهارات مناسبة تجعلنا نتخذ
القرار الصحيح بشأن المال، وكيفية ادارته
والاحتفاظ به بعناية ودقة، ويؤدي ضعف المعرفة بهذا الوعي إلى تقليل فرص الاستثمار، وسداد الديون المتراكمة، ونشوء اشخاص بالغين ولكنهم فاشلون في إدارة
أموالهم.
ويلعب هذا الوعي دوراً مهماً في السيطرة على المال، والرغبة في الشراء، والتمييز بين السلع المهمة وغير المهمة، وترتيب الأولويات ما يجعلنا أكثر رضا، وثقة بما ننفقه من أموال، وكل ذلك سيمكننا
من ادخاره، وتحقيق الأهداف البعيدة التي خططنا لها، ويساعدنا في المواقف والأوقات الصعبة، ووضع خطة ذكية وناجحة للإنفاق مستقبلاً،
وأن نسيطر على المال بشكل صحيح لا أن يسيطر علينا، والكشف عن مجالات متعددة لاستثماره بصورة جيدة تعود علينا بالنفع، وتكوين لدينا خبرة في المعاملات والشؤون المالية، وتقوية وتطوير الإدراك المالي لنا بمرور الوقت، ومواجهة المشكلات المتعلقة بالمال، وبناء ميزانية محكمة، ويحتاج هذا الوعي جميع الاعمار، ويزداد مع التقدم
بالسن.
وهناك العديد من الطرق لتعلم هذا الوعي واتقانه، ومنها استخدام التكنولوجيا والإنترنت في تعقب انفاق المال وادارته، وتحديد ميزانيته، وتعد تلك الطريقة أكثر فعالية وكفاءة، إضافة إلى المشاركة في الورش والدورات التدريبية التي تشرح الوعي المالي، ووسائل التصرف به، كما يمكننا تكوين ثقافة مالية عن طريق قراءة الكتب والمجلات الخاصة بالمستثمرين، والتمويل وإدارة الاموال، والاهتمام بالجانب الاقتصادي، وتعلم العديد من مهارات الرياضيات التي تساعد في تنظيم المال، ومع مرور الزمن سنحصل على نتائج جيدة ومرضية، واقتصاد أقوى.