صفقة الغواصات تشعل أزمة دبلوماسية بين باريس وواشنطن

قضايا عربية ودولية 2021/09/19
...

 عواصم : وكالات
 
وصف سفير فرنسا لدى أستراليا، جان بيير تيبو، قرار كانبيرا إلغاء صفقة الغواصات الكبرى مع باريس، الذي أسفر عن اندلاع أزمة دبلوماسية بين الدولتين، بأنه كان خيانة سابقة التخطيط.
وأشار تيبو في حديث لصحيفة The Sydney Morning Herald الاسترالية قبل ساعات من استدعائه إلى وطنه الى أن هناك تقارير صحفية مستقلة موثوقا بها مفادها أن أستراليا بدأت الاستعدادات لإلغاء الصفقة مع فرنسا قبل 18 شهرا من الاعلان الرسمي عن الالغاء.
وتابع السفير: "ذلك يعني أننا تعرضنا للتضليل المتعمد على مدى 18 شهرا. استمرت الاستعدادات للجريمة 18 شهرا.. وإذا ثبتت صحة التقارير عن هذه الخيانة وازدواجية اللغة المتعمدة - ولم ينفدها أحد بعد - فإن ذلك يمثل خرقا فادحا للثقة ومؤشرا سيئا جدا".
ولفت الدبلوماسي إلى أن وزراء خارجية ودفاع فرنسا وأستراليا عقدوا اجتماعا أواخر الشهر الماضي لمناقشة الروابط الدفاعية بين دولتيهما، مضيفا: "كنا نعتقد أننا نفتح سبلا جديدة لتعميق تعاوننا الثنائي بشكل ملموس، لكن بعد 15 يوما فقط تعرضنا لطعنة في الظهر، عندما تم إلغاء مشروع رئيسي يرمز لعلاقة بين دولة أوروبية وأستراليا،من دون سابق تحذير، وهذا أمر مؤسف جدا في الواقع".
وأعلنت أستراليا مؤخرا إلغاء صفقة الغواصات مع شركة Naval Group الفرنسية، بعد أن أقامت تحالفا دفاعيا وأمنيا جديدا مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
واستدعت فرنسا ردا على الإجراء الأسترالي سفيريها من كانبيرا وواشنطن، في إجراء غير مسبوق.
في المقابل، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية، ماريس باين، أن أستراليا تأسف لقرار باريس باستدعاء سفيرها للتشاور.
ونقلت صحيفة "Sydney Morning Herald" الأسترالية عن تصريح باين: "نشير بأسف إلى قرار فرنسا باستدعاء سفيرها في أستراليا للتشاور بعد القرار بشأن مشروع (الغواصات) "Attack Class". وتتفهم أستراليا خيبة الأمل الفرنسية العميقة بسبب قرارنا هذا".
وأضاف أن الخارجية الأسترالية تقيم عاليا علاقاتها مع فرنسا وتعتبرها شريكا مهما يضمن الاستقرار في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وتابع: "نأمل بالتعاون الجديد مع فرنسا في المسائل الكثيرة المهمة للطرفين وعلى أساس القيم المشتركة".
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تعتزم مواصلة المناقشات مع فرنسا بشأن العلاقات بين البلدين، وذلك عقب استدعاء فرنسا لسفيرها في واشنطن للتشاور.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان له: "كنا على اتصال وثيق بحلفائنا الفرنسيين. ونتفهم موقفهم ونحن على دراية بخططهم لاستدعاء السفير إيتين إلى باريس للتشاور".
وأضاف المتحدث: "فرنسا شريك حيوي وحليف قديم لنا، ونحن نثمن عاليا علاقاتنا"، مشيرا إلى أن "التحالف عبر الأطلسي قد ساهم في الأمن والاستقرار والازدهار حول العالم على مدار أكثر من 7 عقود، وأن التزامنا بتلك الروابط وعملنا المشترك لم يتغير".
وتابع: "نأمل بمواصلة مناقشتنا لهذه القضية على المستوى العالي خلال الأيام القادمة، بما في ذلك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بما يتوافق مع شراكتنا الثنائية الوثيقة والتمسك بالتعاون بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وفي وقت سابق، الجمعة، عبرت الولايات المتحدة، عن أسفها لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في واشنطن على خلفية إلغاء أستراليا صفقة غواصات تضاربت الأرقام بشأن قيمتها بين 40 و90 مليار دولار.  
واستدعت الخارجية الفرنسية، الجمعة، سفيريها لدى أميرا وأستراليا على خلفية إلغاء الأخيرة صفقة الغواصات مع الجانب الفرنسي.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، في وقت سابق من هذا الأسبوع عن إنشاء شراكة عسكرية في مجال الدفاع والأمن (AUKUS). كما أعلنت أستراليا انسحابها من الاتفاقية حول شراء الغواصات مع شركة "Naval Group" الفرنسية. وكانت الاتفاقية الفرنسية الأسترالية هذه بقيمة 56 مليار يورو بحسب تقارير، والتي كانت توصف بأنها "عقد القرن"، وتقضي ببناء 12 غواصة (غير نووية) ضاربة من طراز "Barracuda". ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، القرار الأسترالي بأنه "طعنة 
في الظهر".