دوري استعادة الهوية

الرياضة 2021/09/21
...

خالد جاسم
 
المعروف في كل مقلب أرض فيها ملاعب وجمهور وكرة قدم ومسابقات أن بطولة الدوري لا تمثل المسابقة الأبرز والأهم على مدار الموسم الكروي المحلي حسب بل هي إذا جاز القول مسابقة المسابقات إذا لم تكن الهوية الحقيقية لكرة القدم في هذه الدولة أو تلك طالما أن هذه المسابقة – أي الدوري – تعكس المستوى الحقيقي للعبة .. وفي العراق ومع عراقة وقدم مسابقة الدوري إلا أن هذه البطولة وكما هو حال الكثير من ظواهر الحياة المتمدنة وفعالياتها المختلفة تعرضت لما يشبه التدمير والخراب الحقيقي الذي فرض واقعا جديدا تطلب إعادة هيكلة الدوري وارتدائه أثوابا مختلفة الألوان والأحجام مع إنها جميعا لا تتناسب لا من حيث اللون أو الحجم مع المواصفات الحقيقية للمسابقة .. مسابقة الدوري . وإذا كان اتحاد كرة القدم وخلال المواسم القليلة الماضية قد طبق الأمثولة القائلة ( وما حيلة المضطر إلا ركوبها ) عندما عمد الى تنظيم مسابقة الدوري بطريقة تفتقد الى الشروط والمواصفات الفنية الموضوعية المعروفة وبما يجعل من بطولة الدوري بطولة حقيقية تعكس الواقع الكروي من جهة وتمثل خلاصة النخبة الكروية في البلد من جهة ثانية نتيجة ظروف واملاءات فرضها إيقاع الحياة وصعوباتها المعروفة في ظل كل شيء استثنائي في البلد فان تلك الولادة المشوهة للمسابقة الأكبر والأهم يجب أن تتوقف ويبدأ اتحاد الكرة وبموجب المسؤولية التاريخية والفنية شطب شهادة الميلاد  المشوهة لبطولة الدوري ويعلن بداية ميلاد حقيقي لتلك البطولة التي يجب أن يعاد لها وزنها واعتبارها وأهميتها عبر العودة الى التقاليد والشروط الموضوعية الصحيحة التي تضع المصلحة الكروية العليا فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى التي فرضت نفسها في السنوات الماضية وأجبرت اتحادنا الكروي على التعاطي معها مراعاة لأمور وموجبات فرضها الواقع المرير والمعايير اللاموضوعية . ومع تجدد الاراء ووجهات النظر بشأن الطريقة التي ستنظم فيها مسابقة الدوري في الموسم المقبل والتي يرتكز الصائب منها الى اعتماد أسلوب الدوري الممتاز المؤلف من 16 فريقا باعتباره الأسلوب الأقرب الى المثالية والمستوعب للحقائق الفنية والمادية للفرق المشاركة وهو ما أعلنه الاتحاد الجديد في اليوم التالي لانتخاب ادارته الجديدة في الرابع عشر من الشهر الجاري , فان تلميحات بعض أعضائه  في اعتماد أسلوب اخر واستيعاب أكبر عدد من الفرق في مسابقة الدوري فهو أمر يدخل في اطار سياسة ترضية كل الأطراف وتلبية كل الرغبات وهي سياسة اتبعها اتحاد الكرة خلال المواسم الفائتة من باب الاضطرار حينا ومن باب الرغبة في استيعاب كل المكونات الكروية في أحايين أخرى مع أن الواقع الجديد وفي خضم ما أفرزته تجارب مسابقة الدوري من حالات وظواهر سلبية كثيرة يستدعي من اتحاد الكرة مغادرة هذا الأسلوب في العمل ووضع الركائز والأسس الموضوعية الصحيحة لمفردات روزنامته الكروية وفي مقدمتها مسابقة الدوري الممتاز التي ضاعت هويتها وتلاشت كل معانيها واختفت ملامحها الجميلة وأصبح لزاما على اتحاد الكرة صناعة مسابقة حقيقية للدوري ورسم هوية صحيحة له كي نضع أقدامنا ولو مرة واحدة 
في السكة الصحيحة .