إحباط محاولة انقلاب في السودان

قضايا عربية ودولية 2021/09/22
...

 الخرطوم:  وكالات
 
استفاق السودانيون، صباح أمس الثلاثاء، على وقع بيانات عسكرية بإحباط محاولة انقلاب وانتشار للدبابات والمدرعات في شوارع العاصمة الخرطوم، وأعلن الجيش السوداني إحباط محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد والسيطرة على الأوضاع تماما.
وقال العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش، في تصريح نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا": إن "القوات المسلحة أحبطت المحاولة الانقلابية، والأوضاع تحت السيطرة تماما".
بينما ذكرت "سونا" أن السلطات الأمنية والعسكرية أفشلت محاولة الانقلاب التي جرت فجر الثلاثاء، مضيفة أنه "تمت السيطرة التامة على المحاولة واعتقال جميع المتورطين"، وفي وقت سابق كشف التلفزيون السوداني الرسمي عن محاولة انقلابية، داعيا الشعب إلى "التصدي لها".
كما أعلن مجلس السيادة، احتواء محاولة الانقلاب وأن الوضع أصبح تحت السيطرة، وقال عضو المجلس محمد الفكي سليمان: "الأوضاع حاليا تحت السيطرة؛ إذ تم القبض على بعض المتورطين في المحاولة الانقلابية وإخضاعهم للتحقيق لمعرفة تفاصيل المخطط ومدبريه والقائمين عليه".
وأضاف أن "الجيش يتفاوض حاليا مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم شاركت في الانقلاب للاستسلام من دون مقاومة تفاديا لضربهم".
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري سوداني رفيع لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن العسكريين الذي دبروا محاولة الانقلاب على السلطة تمت مراقبتهم مدة طويلة قبل القبض عليهم.
وأشار المصدر إلى قيام الاستخبارات العسكرية السودانية بمتابعتهم مدة طويلة، وتابع أن المدبرين للانقلاب قبض عليهم في أول حركة فعلية لتنفيذ انقلابهم.
وبحسب المصدر العسكري لم تتخذ أي إجراءات ضد مدبري الانقلاب حتى الآن، لكن "تم الكشف عن نواياهم لتغيير السلطة في السودان".
وأشار إلى أن معلومات عسكرية كانت أكدت في وقت سابق، أن عددا من جنود وضباط سلاح المدرعات يقفون وراء محاولة الانقلاب، وأنهم حاولوا السيطرة على بعض المؤسسات الحكومية منها مبنى الإذاعة، لكن تم التصدي لهم. 
بدوره، كشف مصدر حكومي عن أن المحاولة الانقلابية قام بها ضباط من المدرعات ومنطقتي "وادي سيدنا" و"أم درمان العسكريتين"، وأنه يجري التصدي لعناصر من المشاركين في المحاولة الانقلابية بمنطقة سلاح المدرعات.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر انتشارا لقوات وآليات عسكرية في شوارع الخرطوم صباح الثلاثاء، وقالت مصادر إن اللواء عبد الباقي بكراوي، قاد مجموعة من الضباط من أجل السيطرة على سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني، قبل أن يتم اعتقالهم.
وتضاربت الأنباء عن الجهات المخططة والمنفذة للمحاولة الانقلابية، وأفادت مصادر بأن "معظم المشاركين هم من المنتمين لجماعة الإخوان التي كثفت من تحركاتها خلال الأيام الماضية، من أجل تقويض الفترة الانتقالية التي دخل فيها السودان بعد الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني - الجناح السياسي للإخوان".
من جهتها، أعلنت قوى الحرية والتغيير في بيان مقتضب، أنها في حالة انعقاد دائم، وقد تواصلت ولا تزال مع مجلس السيادة والحكومة.
أما حزب الأمة القومي السوداني فاتهم فلول النظام البائد، بحسب تعبيره، بمحاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكداً أنه سيعمل على حماية الثورة والحكومة الانتقالية بكل ما أوتي من قوة، وقال في بيان: "استمرارا في المحاولات البائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة، أقدم فجر اليوم عدد من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد على محاولة انقلابية فاشلة، من أجل العودة بنا إلى عهد النظام البائد".
وعزلت قيادة الجيش، في 11 نيسان 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989إلى 2019)؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.