ماكرون: لن أترك لبنان وفرنسا لن تخذله

الرياضة 2021/09/26
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تعوّل بيروت كثيراً على الدعم الفرنسي للتخفيف من حدة أزماتها غير المسبوقة، وترى في باريس ممراً للانفتاح مرة أخرى على الخارج المؤثر في لبنان، لاسيما الدعم الخليجي والسعودي الذي لا يخفي اللبنانيون حاجتهم الماسة لتدفقه في الداخل اللبناني، بما ينطوي عليه من زخم مالي يعيد الى شرايين الاقتصاد اللبناني شيئاً من عافيتها المفقودة، بينما تؤكد باريس: "لن نقدم مساعدات إلى لبنان دون القيام باصلاحات". 
وحتى الساعة يبدو الطريق الى الرياض محفوفاً بالكثير من الأشواك السياسية التي تحول دون وصول ميقاتي الى المملكة للقاء الأمير بن سلمان، بينما تقف المملكة العربية السعودية في الجانب الآخر في موقع غير المهتم بلبنان، وهذا ما لمسه المراقبون في كلمة عاهل المملكة الملك سلمان بن عبد العزيز قبل يومين، من خلال خطابه الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر دائرة تلفازية، إذ خلا تماماً من ذكر لبنان، في الوقت الذي تضمن فيه إشارات إيجابية تجاه طهران، ويأمل اللبنانيون أن تنعكس الأجواء الإيجابية بين الرياض وطهران على الواقع اللبناني المأزوم.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها "الصباح" من أوساط سياسية مطلعة، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قدم رجاءً الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن يساعد لبنان في مسألتين لا غنى عنهما: دعم مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، والعمل على تذليل صعوبات التواصل مع الرياض، وأن ماكرون وعد خيراً، حاثاً ميقاتي على القيام بخطوات جدية في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي.
الى ذلك، أكد وزير الاقتصاد أمين سلام أمس السبت "أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، ونحن سنستغل هذا الجو الإيجابي للوصول إلى الاهداف المطلوبة، لأن تطبيق الاصلاحات سيكون صعبا من دون الدعم الدولي، ونحن نتطلع للعمل مع فرنسا وكل الدول الداعمة"، مضيفاً: "هناك جو عام من التفاؤل ودعم دولي واضح للحكومة، ونسعى لاستكمال هذا الدعم من خلال الدول التي نتأمل أن تبدي دعما للبنان"، وتابع "بدأنا نرى بوادر خير من عدة دول عربية أيضا، ورأينا اهتماما من ملك الاردن الذي يشكل عنصرا أساسيا في المحور العربي، ورأينا ترحيبا من مصر ودول أخرى، والأمور ستحتاج إلى بعض الوقت من أجل ان نلمس خطوات متقدمة من أجل دعم الحكومة". 
وكان ماكرون قد أكد لميقاتي خلال زيارته لباريس أمس الأول الجمعة "أننا سنواصل دعمنا لبنان يداً بيد مع القوى الحيّة في البلاد، وسنحشد القوى الدولية لتأمين المساعدات الملحّة. المخاض الحكومي كان عسيراً، وعبر الحكومة هناك اليوم فرصة لتنفيذ الإصلاحات، وهذا ما تعهّدتم به أمامي، والآن أمام اللبنانيين"، وأضاف "من الملحّ البدء بإجراء الإصلاحات بقطاع الطاقة ومكافحة الفساد، وكذلك إصلاح الإدارة وبدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والمشوار لن يكون سهلاً، إلا أنه ليس مستحيلاً"، وتابع "المجتمع الدولي لن يقدم مساعدات إلى لبنان دون القيام باصلاحات"، مشيراً إلى أن "لبنان يستحق أكثر من ذلك من أجل مستقبل شبابه، ومسؤوليتكم تاريخية وسنساعدكم كي تنجحوا بالإصلاحات، ووعدت بمعاقبة وإدانة المسؤولين عن تأخير تشكيل الحكومة". وأكد "أن فرنسا تستمر في مساندة عمل القضاء بطريقة حيادية وشفافة، فالشعب اللبناني يستحق الحقيقة في موضوع انفجار المرفأ، وسنواصل دعمنا للبنان يداً بيد مع القوى الحيّة في البلاد، وسنحشد القوى الدولية لتأمين المساعدات الملحة". وختم ماكرون: "لن أترك لبنان، وفرنسا لن تخذل لبنان، لكن الطريق صعب والمهمة صعبة، لكننا سنكون إلى جانب الشعب اللبناني، وأريد أن يعرف لبنان أنه يستطيع أن يعتمد على فرنسا". 
أما الرئيس ميقاتي فقال: "كانت فرنسا ولا تزال الحليف الدائم والثابت للبنان. في الفترة الأخيرة، تعرّض لبنان لسلسلة من الكوارث التي أغرقته في واحدة من أخطر الأزمات في تاريخه".
وأضاف: "أكدت للرئيس ماكرون عزمي على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية في أسرع وقت، بالتعاون مع حكومتي وبدعم من الرئيس ميشال عون والبرلمان، لاستعادة الثقة وبث نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني. ستكون هذه الإجراءات حاسمة في إنعاش الاقتصاد، بمتابعة المفاوضات الواعدة مع صندوق النقد الدولي والبدء بإنهاء الأزمة".