صُور مُشوشة

الرياضة 2021/09/30
...

علي حنون
نَعي انه لا يُمكن، بل وليس من الحكمة بشيء أن نركن الى حكم أو رأي معين بصدد المُستوى الفني،  الذي بدت فيه فرق الدوري المُمتاز لكرة القدم من خلال وقوفنا على ظهورها في منصتين أو ثلاث، وليس من المنطق الفني أن يكون لديك رصد كاف في ظل هذه الفاصلة الزمنية يجعلك تُؤسس من خلاله حكما مُنصفا بخصوص قدرات أي فريق وهذه قاعدة يقف عليها الجميع، ولأسباب منطقية لعل في طليعتها أن الأداء الجماعي للفرق يعتمد على فلسفة المدرب ورؤيته ويقينا أن المدير الفني ليست لديه إمكانية على جعل لاعبيه يتعاطون بايجابية كبيرة مع طريقة الأداء، التي يضعها في غضون فترة إعداد وجيزة لاسيما وان اغلب الفرق استعانت بمُدربين جدد وغيّرت عديد لاعبيها..ولكي تُصيب سهام رؤانا بهذا الشأن غاياتها في تأشير المستوى الفني الحقيقي لتشكيلة كُل فريق يتواجد في القائمة المُمتازة، فانه لا بد من إتاحة الفرصة الكافية، التي تكون فيها الفرق قد بلغت محطة الاستقرار لتتشكل لدينا صورة واضحة نستطيع عبر الوقوف على ألوانها، الإتيان بحكم منصف ومنطقي يتخذ من الشفافية
 والمهنية عنوانا.
لكننا ننشد هنا الالتفات الى الأداء الفردي للاعبين، وبمعزل عن أداء التشكيلة، حيث أننا لم نستطع أن نُميّز طيلة ما مضى من عمر المسابقة لاعبا بين الوجوه الممتازة، نجح في جلب الأضواء الى عطائه وشد أنظار المُتابعين والمعنيين الى ساحته وهذا أمر سلبي وغير مُسر، ذلك انه عندما نجد عذرا في عدم تمكن التشكيلة من الظهور بالمستوى الجماعي المطلوب نظير أسباب جئنا عليها سلفا، فإننا لا نستطيع أن نجد حجة للاعبين في الإخفاق بتقديم العطاء الجيد وخاصة لاعبي الفرق الجماهيرية، الذين ينتمي اغلبهم الى تشكيلات المنتخبات الوطنية ما يعني أنهم يعيشون حالة استعداد مُستدامة.. فجل الأسماء، التي تُوضع في خانة النجومية لم تكن حاضرة في المحطات الماضية ولم يكن اغلبهم عونا لفريقه بل أن بين الفرق المُتخمة باللاعبين الدوليين من اخفق في عكس مستوى عام يُشار له وبدت حالته لا تسر مُؤازر.
أن غياب الظهور الجيد وحضور المستوى المُتواضع للاعبينا في مطلع الدوري، يُؤشر خللا واضحا ويرصد تراجعا لإمكانات اغلب اللاعبين وهي حال تجعل الجميع يُدرك أن تفكير مدربي المنتخبات الوطنية باللاعبين المُغتربين والمُحترفين له دوافعه، ذلك أن الصور الأدائية للمُتواجدين في المسابقات الخارجية أكثر وضوحا وهي تعكس تحليهم بإمكانات أفضل وجاهزية اكبر وبالتالي، فان الاستعانة بلاعبي الخارج أصبح مطلبا يسير على سبيله الجميع..وإذا كان بين النقاد والمُهتمين بشؤون وشجون الكرة الوطنية من يجد أن اللاعبين الشباب في الدوري المحلي بحاجة الى المزيد من الوقت لتسويق مهاراتهم، فانه لا يعثر على سبب يجعل الإخفاق رفيقا للاعبين كبار بدت مستوياتهم بعيدة عن أضواء الإشادة، التي غالبا ما كانت تُسلط 
عليهم!.