كابل: وكالات
أعلن كبار المسؤولين في البنتاغون أنّهم أوصوا البيت الأبيض بالحفاظ على تواجد عسكري محدود في أفغانستان، في تصريح يتناقض مع ما جاء على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن.
وذكر قائد القيادة المركزيَّة الأميركية كينيث ماكينزي، خلال جلسة استماع جرت (فجر أمس الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط) في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أنه نصح بايدن بإبقاء 2.5 ألف جندي في أفغانستان، محذرا من أنَّ انسحاب القوات الأميركية بالكامل سيؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها.
وأشار ماكينزي إلى أنه سبق أن قدم توصية مماثلة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في خريف عام 2020، ونصح البيت الأبيض حينئذ بإبقاء أربعة آلاف جندي على الأقل في أفغانستان.
بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أنَّ موقفه منذ خريف 2020 كان متمثلا بضرورة إبقاء 2.5 ألف جندي في أفغانستان مع إمكانية رفع هذا التواجد إلى 3.5 آلاف جندي، بهدف المضي قدما نحو "حل تفاوضي".
وأقر ميلي بأنَّ الولايات المتحدة خسرت الحرب في أفغانستان، واصفا عملية انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد بالقول: "كان ذلك نجاحا لوجيستيا لكنه فشل ستراتيجي".
بدوره، رد وزير الدفاع لويد أوستن خلال الجلسة إيجابا على سؤال عما إذا كان بايدن تسلم هذه التوصيات. وجاء ذلك على الرغم من إصرار بايدن ومسؤولين في البيت الأبيض مرارا على عدم تلقي الرئيس توصيات من أي قيادات عسكريين بشأن إبقاء قوة عسكرية محدودة في أفغانستان.
وردا على تصريحات كبار المسؤولين في البنتاغون، نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي على "تويتر" عن بايدن قوله لشبكة ABC: إنَّ "إنهاء الحرب في أفغانستان" كان في المصلحة القومية للولايات المتحدة وإن التوصيات كانت متضاربة، لكن كان هناك توافق بين كبار المستشارين العسكريين على أنَّ إبقاء 2.5 ألف جندي سيجلب تصعيدا، في ظل الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع حركة "طالبان" في شباط 2020.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أفغانية بأن حركة "طالبان" التي عادت إلى الحكم في البلاد الشهر الماضي أعلنت عن إطلاق قواتها عملية جديدة ضد عصابات "داعش".
وأكدت وكالة Khaama Press أمس الأربعاء أنَّ العملية التي أعلن مسؤولون في "طالبان" شنها تشمل ولايتي كابل وقندهار، وأشارت الوكالة إلى أنَّ هذا التطور يأتي بعد شن "داعش" سلسلة هجمات على قوات "طالبان" في قندهار.
وتعهدت "طالبان" لدى استيلائها على الحكم في أفغانستان بمحاربة الإرهاب، غير أنَّ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي حذر أمس من أنَّ الحركة لم تقطع بعد علاقاتها مع تنظيم "القاعدة". من جانب آخر، قالت صحيفة The Times of India الهندية: إنَّ سيطرة طالبان على أفغانستان تسببت بارتفاع حاد في أسعار الأفيون والمخدرات الأخرى في السوق السوداء في البلاد.
ووفقا لها، تضاعفت قيمة الأفيون في أفغانستان، ثلاث مرات منذ 15 آب، عندما سيطرت طالبان على كابل. وذكرت أنَّ المهربين يدفعون الآن لمنتجي الأفيون المحليين 100 دولار للكيلوغرام الواحد، وفي السوق السوداء في أوروبا يتجاوز سعر هذا المخدر 50 دولارا للغرام الواحد.
وأضافت الصحيفة القول إنَّ الأحوال الجوية والوضع غير المستقر في أفغانستان وإغلاق الحدود الخارجية كان لها تأثير على تكلفة المخدرات الأفغانية.
وتربط الصحيفة زيادة هذه الأسعار بتصريح ممثل طالبان ذبيح الله مجاهد في آب الماضي الذي أشار إلى أنَّ طالبان تعتزم، بدعم دولي، البدء في مكافحة إنتاج وتهريب المخدرات في البلاد.
ودفع ذلك تجار المخدرات في أفغانستان إلى توخي الحيطة وشراء كميات أكبر من الأفيون، مما زاد الطلب عليه وأدى إلى زيادة أسعاره المحلية.