سعاد البياتي
في دراسة أسرية جرت مؤخرا لها معانٍ ودلالاتٌ كبيرة، توقفت عندها لأسبابٍ عدة، منها كثرة المشكلات والشجارات، التي تعثَّر الحياة الزوجية وتجعلها محاطة بالمنغصات حسب ماذكرته اغلب محطات الاحوال الشخصية في المحاكم، التي اوردت أن سبب الطلاق الرئيس هو الجانب المادي بالدرجة الاساس.
وهذه الدراسة أثبتت بشكل قاطع أن سبب اقبال الفتيات على الزواج يعود الى أن 20 % دوافعهن الرغبة في الأمومة و10 % هو البحث عن الأمان المادي والعاطفي. “الا أن الدراسة اثبتت بشكل قاطع ان جميع النساء ومهما كانت دوافعهن وراء السعي للزواج، هو العيش بشكل كريم ومتعاف ماديا”، لذلك يرفضن الكثير من النساء صفة البخل.
فالرجل البخيل تبغضه النساء وتعده حالة عامة تشترك فيها جميع صفاته الأخرى، فهو لا يتوقف عن الشق المادي فقط، قد يكون بعواطفه ومشاعره وايضا مصادر حياتية اخرى، وبخل الرجل يقلل من قيمته وشخصيته ويجعله اسيرا وذليلا للمال، وبعيدا عن السعادة التي من المحال أن تتحقق مع وجود البخل الشديد الذي يتمتع به.
وتأثيرات البخل ستكون مباشرة على جميع أفراد الاسرة برمتها وعلى حياتها الاجتماعية وفي مفاصلها كافة. بالرغم من أن الاسرة تنشد دائما الى الاستقرار في ظل الوضع الحالي غير الآمن، الذي يعكس قابلية فائقة في الرصد على الهفوات والتداعيات التي تصدع الأسرة لأبسط الأمور المالية، لذلك تكون هذه الصفة ذميمة، فالله سبحانه وتعالى أوصانا بعدم الاسراف وعدم البخل بقوله تعالى «ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا» سورة الاسراء اية (29). ففي ذلك اعتدال في الصفتين لموازنة الأمور ومجريات الحياة الطبيعية. وهذا ما ننشده
لأسرنا، لتكون الصورة مكتملة وواضحة وجلية عن التصدع.
وان الحياة المستقرة والقانعة هدف حياتي، لاغنى عنه. فالعديد من القصص أصابها التفكك بسبب الحالة الاقتصادية. ومن هذا المنبر الاعلامي الحر أدعو جميع أسرنا الكريمة الى الحوار الجاد وسماع وجهات النظر من كلا الطرفين وكذلك التفكير العقلاني الهادئ في ظل ظروف مادية واجتماعية صعبة، وألا تقع في هاوية التذمر والغضب، الذي يشل سعادتها ويغير مجريات حياتها العامة، التي ربما تتأثر بأبسط صور العوز وتفضي احيانا الى الانفصال، فكل المتاعب والمصاعب تتهاوى بالمحبة والألفة والاعتدال.