حكومة ميقاتي تواجه أزمات معقدة وتحذير من انهيار الكهرباء

الرياضة 2021/10/05
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
جوبهت حكومة نجيب ميقاتي في أوَّل أيامها بملفات شائكة ألقت بظلالها الثقيلة على الشارع اللبناني، والإصلاحات السريعة التي وعد بها ميقاتي لا يمكن لمسها قبل ثلاثة أشهر من عمر الحكومة كما ذكر الوزير السابق وئام وهاب الذي نصح رئيس الحكومة "بزيارة سوريا وإحياء المجلس الاعلى اللبناني السوري وطرق أبواب الخليج حتى لو كانت مقفلة".
الحكومة وجدت نفسها في سباق مع الزمن وأعطت الأولوية لقطاع الكهرباء الحيوي في ظل واقع مأزوم للطاقة ينذر بانهيار كامل للمنظومة وانقطاع تام، كما ذكرت كهرباء لبنان في بيانها الأخير.
المراقبون وصفوا معضلة الكهرباء بالتحدي الجدي الذي يمكن أن  يشي بمدى قدرة الفريق الوزاري لميقاتي على التعاطي المقبول مع الأزمات الخانقة واجتراح الحلول التي يمكن أن  تقدم الحد الأدنى من معالجة عملية تحجم مساحة الألم والمعاناة لدى اللبنانيين، لهذا السبب لم ينتظر وزير الطاقة اللبناني وليد فياض كثيراً وتوجه إلى القاهرة أمس في جولة مهمة تشمل الأردن أيضا لتنفيذ خطة استجلاب الغاز المصري والكهرباء من الأردن، حيث التقى فياض وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول عابد عز الرجال، ومن المفترض أن يكون له لقاء مهم مع اللجان الفنية المعنية بنقل الغاز عبر الخط العربي إلى لبنان، مروراً بالأردن وسوريا، للغرض نفسه.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت في بيان لها أمس الاثنين أنه "فضلاً عن المعامل المتوقفة قسراً عن إنتاج الطاقة، فقد توقف منذ يوم 23 من الشهر الماضي قسراً أيضاً معمل الذوق الحراري، نتيجة نفاد خزين من مادة الفيول أويل (Grade A)، الأمر الذي أدى إلى انخفاض القدرة الإنتاجية الإجمالية إلى ما دون 500 ميغاواط، واضطرار المؤسسة من جرائه إلى تشغيل معملي دير عمار والزهراني بالتتالي بطاقتهما القصوى لمدة وجيزة فقط لرفع الإنتاج قليلاً وتثبيت الشبكة قدر المستطاع، مما عجل في وتيرة استهلاكهما لمخزونهما من مادة الغاز أويل، لتعود من ثم وتخفضهما إلى نصف طاقتهما الإنتاجية لإطالة مدة تشغيلهما اكثر ما يمكن".
وأعلنت المؤسسة أنه "قد بات من شبه المستحيل المحافظة على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة جدا، مما ينذر بانهيارها الشامل في أي لحظة وعدم امكان بنائها مجددا، لاسيما جراء القدرة الإنتاجية المتدنية".
في الأثناء طالب رئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب بالعمل الجاد من قبل حكومة ميقاتي لاستغلال مرحلة التسويات التي باتت تتحرك في المنطقة لاسيما حالة الانفراج في العلاقات السعودية الإيرانية وأسلوب التعاطي العربي والدولي الجديد مع سوريا والذي كان آخره الاتصال بين عاهل الأردن الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد وإعادة فتح الحدود بين بلديهما، حيث أكد وهاب أنَّ "الظروف الاقليمية ذاهبة باتجاه إيجابي وعلينا أن نستغلها والوضع في سوريا إلى تطور كبير والملك الأردني يقوم بعمل كبير بالتنسيق مع أميركا".
وتابع وهاب خلال لقاء تلفازي، "لا نستطيع الحكم او انتقاد حكومة ميقاتي قبل ثلاثة أشهر، ومشروع الشام الجديد سيفتح آفاقاً جديدة للبنان وسوريا إلى جانب الأردن والعراق".
وتوجه وهاب بنصيحة للرئيس ميقاتي، "بزيارة سوريا وإحياء المجلس الاعلى اللبناني السوري وطرق أبواب الخليج حتى لو كانت مقفلة والمحادثات السعودية الإيرانية محكومة بالنجاح".
إلى ذلك، أعلنت وزارة المالية اللبنانية أنها استأنفت تواصلها ومناقشاتها مع صندوق النقد الدولي، مؤكدة استعدادها للتوصل إلى اتفاق يمكن أن  يقدم الدعم الواسع للبنان من المجتمع المالي والدولي.
وفي بيان لها، أشارت وزارة المالية إلى أنَّ  الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي "تدرك تماما التحديات والواقع الاقتصادي، وأن الحكومة كررت التزامها باستئناف المناقشات والمباحثات مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت ممكن، وشكلت الفريق المسؤول عن التفاوض مع الصندوق الذي يضم نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف الخليل، ووزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة".