بغداد: مهند عبد الوهاب
ميسان: سعد حسن
أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة لمنع محاولات التدخّل في العملية الانتخابية، بينما أشار الى الوقوف بقوة أمام أي محاولة تأثير في أصوات الناخبين، وبينما باشرت قواتنا الأمنية منذ فجر أمس الثلاثاء مسك مراكز الاقتراع في بغداد والمحافظات، أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، أن المنظمة الدولية ستكون شريكة للعراقيين لمنع التزوير في الانتخابات.
وقال الكاظمي في كلمته خلال جلسة مجلس الوزراء: "زرنا يوم الاثنين مفوضية الانتخابات وتم إجراء المحاكاة الخامسة، وهي المرة الأولى التي تجرى بها محاكاة بهذا العدد قبل الانتخابات، وكانت تجربة ناجحة"، مبيناً "أننا نعمل جاهدين ونبذل مساعي كبيرة من أجل أن تكون الانتخابات فرصة للمنافسة العادلة والنزيهة".
وجدد رئيس الوزراء الدعوة "لجميع فئات الشعب الى المشاركة الواسعة"، مثنياً على "موقف المرجعية العليا وجميع الجهات الوطنية والدولية التي دعت الناخبين إلى المشاركة"، ودعا "جميع الجهات السياسية الى الالتزام بمنافسة مهنية وفق القوانين"، لافتاً الى "أننا سنقف بقوة أمام أي محاولة تأثير في أصوات الناخبين".
إلى ذلك، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في مؤتمر صحفي عقدته أمس الثلاثاء: إن "خمسة أيام تفصلنا عن الانتخابات، وهنا نؤكد على دعوة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني بضرورة الانتخابات وأهميتها"، مبينة أن "هذه الانتخابات ستعالج التحديات التي تواجه العراقيين بما فيها التحدي الاقتصادي".
وأضافت أن "الأمم المتحدة ليست غافلة عن المخاوف والتحديات، وستكون شريكة للعراقيين"، مشددة على ضرورة "أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن انتخابات 2018".
وأكدت على "ضرورة أن يشعر الناس بالحرية لممارسة العملية الانتخابية"، لافتة الى "أهمية أن يؤمن الجميع بالانتخابات حتى وإن جاءت على غير الرغبات"، موضحة: "أننا نعمل على منع التزوير وتكرار تجربة 2018، ونحاول التعاون من أجل منع التزوير".
وبينت أن "هناك 900 مراقب دولي من أجل المراقبة وهو أمر غير مسبوق"، موضحة أن "العراق لديه آلاف المراقبين المحليين، ولا يمكن أن يكون جميعهم في مكان واحد ويسكنون في جميع المناطق".وأكدت بلاسخارت أن "الانتخابات لديها القدرة لتكون مختلفة لتجنب ما حصل في انتخابات 2018"، لافتة الى أن "لدى الأمم المتحدة تفويضاً أكبر في عملية الرصد، وهناك دروس مستخلصة عن التجارب السابقة".
من جانبها، أكدت مساعدة ممثلة الأمم المتحدة بالعراق أنغ بيورغ خلال المؤتمر أن "الأمم المتحدة قامت بتسهيل التوقيع على مدونة السلوك الانتخابي"، لافتة الى أن "هذه المدونة تلزم جميع الموقعين باحترام حرية الصحفيين ومساهمة المرأة العراقية".
في غضون ذلك، بحث وفد جامعة الدول العربية لمراقبة انتخابات مجلس النواب، مع بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق الــ UNAMI، آفاق التعاون والتنسيق للمساهمة في إنجاح العملية الانتخابية التي وفرت لها السلطات العراقية مختلف مقومات النجاح.
وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة، أن "السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2021 والوفد المرافق له زار مقر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق الــ UNAMI، حيث التقى برئيس مكتب المساعدة الانتخابية والمستشار الانتخابي الرئيسي أمير راين".من جانبه، أكد المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للانتخابات العميد غالب العطية، أمس الثلاثاء، مباشرة القطعات الأمنية لمهام مسك مراكز الاقتراع البالغ عددها (8273) مركزا في بغداد والمحافظات، وأشار الى أن "القوات الأمنية بمختلف صنوفها قد أتمت استعداداتها ليوم الاقتراع وهي بكامل جهوزيتها الأمنية واللوجستية".وذكر مصدر أمني مطلع، أن القوات الأمنية سترابط عند مداخل ومخارج المراكز إلى جانب الانتشار على عدة أمتار قريبة من المركز لاحباط أية محاولة لزعزعة الأمن أو القيام بعملية ابتزاز للناخبين واجبارهم على التصويت لصالح جهة أو قائمة ما.
وانتهى أمس الثلاثاء 5 تشرين الأول موعد استلام الناخبين لبطاقاتهم الانتخابية، وقامت المفوضية بتمديد موعد استلام البطاقات حتى العاشرة من مساء أمس الثلاثاء، وقالت مساعدة متحدثة مفوضية الانتخابات، نبراس ابو سودة: إنه "نظراً للاقبال الواسع الذي شهدته الساعات الاخيرة من يوم التوزيع وللمصلحة العامة مددت المفوضية المدة لغاية الساعة العاشرة مساءً من يوم الثلاثاء"، وسيجري اليوم الأربعاء نقل البطاقات غير المستلمة من أصحابها إلى المكتب الوطني للمفوضية.
وضمن أجواء الانتخابات، أجرى قائد فرقة الرد السريع الفريق ثامر محمد اسماعيل وقائد شرطة محافظة ميسان اللواء حسن هاشم السراي، جولة ميدانية لمتابعة تطبيق الإجراءات الأمنية حول المراكز الانتخابية ومخازن الدعم اللوجستي استعداداً ليوم الاقتراع.
وفي الأنبار، اطلع رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي على تأمين العملية الانتخابية في المحافظة.
كما باشرت قيادة عمليات البصرة، مسك المراكز الانتخابية ضمن مركز المحافظة وتوابعها.
وفي العاصمة، زار الفريق الركن قائد عمليات بغداد رئيس اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، أحمد سليم مخازن الدعم اللوجستي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بمنطقة الدباش في جانب الكرخ.في غضون ذلك، قال النائب عن الجماعة الاسلامية الكردستانية سليم شوشكه في حديث لـ"الصباح": إن "استعدادات المفوضية وتأمينها الانتخابات تعد رسالة اطمئنان للمواطنين بأن العملية محصنة من التزوير، ونأمل أن يعمل الجميع على تأمين الانتخابات بشفافية ونزاهة". من جانبه، قال المحلل السياسي محمد الهاشمي لـ"الصباح": إنه "كان من المتوقع أن تجري مشادات ومشاحنات ولكنها لم تحصل، وهو مؤشر على وجود أمن انتخابي جيد، إضافة إلى توقعاتنا بأنه لن يحصل أي تزوير أو معرقلات في الانتخابات المقبلة"، متوقعاً مشاركة بنسبة 50 % أو أكثر.