أبطالنا في القوات الأمنيَّة والعسكريَّة يُدلون بأصواتهم

العراق 2021/10/09
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب وعمر عبد اللطيف
وسط إجراءاتٍ أمنيَّة مشددة وانسيابية عالية، تم بنجاح أمس الجمعة 8 تشرين الأول، الاقتراع الخاص للانتخابات البرلمانية الذي شارك فيه منذ الساعة السادسة صباحاً مئات الآلاف من قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها وشريحة المواطنين النازحين والسجناء المحكومين بأقل من 5 سنوات وأبدت القيادات الأمنية والجهات الرقابية ارتياحها لسير العملية الانتخابية.
 
وقال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي في تغريدة على "تويتر" عند الساعة السادسة من مساء أمس الجمعة: "أكمل أبطالنا في القوات الأمنية والعسكرية الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الخاص، بالتزام وانتظام ومسؤولية، كما كانت جميع الإجراءات ناجحة في تأمين نزاهة وعدالة الاقتراع الخاص"، وأضاف أنها "خطوة اولى ناجحة باتجاه مشاركة واسعة لشعبنا في الاقتراع العام، لاستكمال الواجب الوطني وصنع التغيير".
وكان الكاظمي، أصدر صباح أمس الجمعة، توجيهات مشددة تتعلق بمنع التدخل والترويج لأي مرشح.
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان، أنَّ "الكاظمي أجرى زيارة إلى قيادة العمليات المشتركة، وعقد اجتماعاً مع اللجنة الأمنية العليا لحماية الانتخابات، واطلع على سير الخطة الأمنية الموضوعة لعملية الاقتراع الخاص التي انطلقت صباح الجمعة".
وقال الكاظمي مخاطباً اللجنة: "إنكم مؤتمنون على حماية العملية الانتخابية، وأتابع معكم أدق التفاصيل لسير الانتخابات"، مجدداً تأكيده "أهمية المشاركة الواسعة بالانتخابات".
وأوضح أنَّ "نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص جيدة بدءا من فتح مراكز الاقتراع وحتى الآن"، موجهاً "أبناء القوات الأمنية بعدم الخضوع لأي استفزازات أو تهديدات جانبية من بعض الجهات بغية التأثير في خياراتهم"، وأضاف أنَّ "(غداً الأحد)، سنحتفل جميعاً بالعرس العراقي الكبير، من أجل مستقبل العراقيين وحفظ الكرامة".
وتابع البيان أنَّ "القائد العام للقوات المسلحة، أجرى اتصالاً مشتركاً مع اللجان الفرعية، واستمع إلى تقاريرها الأمنية، وأصدر عدداً من التوجيهات تتعلق بمنع التدخل والترويج لأي مرشح، وتسجيل الخروقات بكل أنواعها ورفعها للقضاء"، مشدداً على "تأمين الحماية لجميع مراكز الاقتراع والناخبين".
من جانبه، أكد رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان خلف أنَّ الاجراءات تسير كما خطط ورسم لها.
ولفت إلى أنَّ "هذه الانتخابات ستكون وفق المعايير الدولية"، وأضاف أنَّ "هناك اهتماماً دولياً وحرصاً كبيراً على تقييم هذه العملية وإرسال رسالة اطمئنان للمجتمع الدولي وهذا ما نتمناه الآن".
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها للتصويت الخاص في تمام الساعة السابعة من صباح أمس الجمعة بتوقيت بغداد في أول انتخابات برلمانية "مبكرة" تشهدها البلاد منذ العام 2003.
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات عبد الحسين الهنداوي: إنَّ "هناك زخما انتخابيا حقيقيا على مراكز الانتخابات (في يوم الاقتراع الخاص)".
وأشار إلى أنَّ "الإجراءات الأمنية جيدة جداً"، مبيناً أنَّ "عملية الاقتراع الخاص تسير وفق ما رسم لها"، متوقعاً "زيادة بأعداد المشاركين في الاقتراع الخاص".
بدورها، علقت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، على انطلاق الاقتراع الخاص في العراق في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إنه "في يوم الانتخابات، ينبغي أن يتمتع العراقيون بالثقة للتصويت كما يشاؤون، في بيئة خالية من الضغط والترهيب والتهديد"، ودعت (يونامي) "جميع الأطراف إلى احترام حرية أي عراقي في الإدلاء بصوته لمرشحين من اختياره". 
وأصدرت خلية الإعلام الأمني بياناً بشأن توافد الأجهزة الأمنية على مراكز الاقتراع.
وقالت الخلية في البيان: إنه "منذ الساعة الأولى لليوم الثامن من تشرين الأول، أبطال الأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها يتوافدون بكثافة على مراكز الاقتراع للمشاركة الفعالة في الاقتراع الخاص بالقوات الأمنية، وسط تنظيم مهني عالي المستوى في هذا العرس الانتخابي في جميع محافظات العراق".
ويشارك في عملية الاقتراع الخاص، مليون و196 ألفاً و453 ناخباً من أفراد قوات الجيش والأجهزة الأمنية والنازحين ونزلاء السجون، قبل يوم من انطلاق عملية الاقتراع العام غدا الأحد 10 تشرين الأول.
في غضون ذلك، قالت الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي لـ"الصباح": إنَّ "الاقتراع الخاص انطلق الساعة السابعة صباحاً ويستمر خلال النهار للقوات المسلحة والاجهزة الامنية فضلاً عن النازحين ونزلاء السجون (المحكومين بأقل من 5 سنوات)، وتم فتح مراكز بعدد 595 للتصويت الخاص بواقع 2584 محطة كلها قريبة من أماكن تواجد القوات الأمنية والعسكرية، فضلا عن انتشارها في عموم محافظات العراق".
وأضافت أنه "تم أيضاً انطلاق الاقتراع للنازحين البالغ عددهم 120 ألفا و126 ناخبا فتحت لهم 186 مركزاً انتخابياً بواقع 309 محطات وتشمل أيضاً مخيمات النازحين البالغ عددها 27 مخيماً للنازحين منتشرة في دهوك 16 وفي السليمانية 4 وفي أربيل 6 وفي نينوى 1، ومشمول من ضمن المحطات المخيمات في أرجاء العراق فضلا عن المخيمات القريبة على أماكن تواجد النازحين".
وبينت أنه "تم فتح محطات لتصويت نزلاء السجون للمحكومين بأقل من 5 سنوات والبالغ عددهم 671 ناخبا خصصت لهم 6 محطات كلها انطلقت في الساعة السابعة صباحاً، وهم نزلاء السجون في دهوك وواسط والمثنى والسليمانية", مشيرة إلى أنَّ "فرق المراقبة الدولية بلغ عددهم أكثر من 1500 مراقب تم اعتمادهم وانطلق عدد من المراقبين المحليين بلغ تسجيلهم واعتمادهم 147 ألفا و152 مراقبا محليا، فضلاً عن وكلاء الاحزاب السياسية الذين بلغ عددهم 457 ألفا و709 وكلاء، وهؤلاء جميعاً يراقبون عملية الانتخابات ولهم حق تقديم الشكوى في حال وجود أي خرق".
من جانبه، بين مدير مكتب حقوق الانسان في بغداد وسام الربيعي في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "المفوضية العليا لحقوق الانسان باشرت مراقبة العملية الانتخابية للتصويت الخاص للقوات الأمنية في بغداد والمحافظات", مبيناً أنَّ "مكتب بغداد لمفوضية حقوق الانسان شكل فرقا متنوعة على المراكز الانتخابية الخاصة بالاقتراع الخاص كافة، وشرعت تلك الفرق بمتابعة اجراءات وآليات الاقتراع ومراقبة فتح صناديق الاقتراع الساعة السابعة صباحاً".
وأضاف أنَّ "الانتخابات شهدت انسيابية عالية وجيدة وبحيادية، وقد كان للمفوضية اجتماع مع فريق الامم المتحدة والمراقبين الدوليين وتم الاطلاع على نظام عمل الفريق، وأيضا تم الاطلاع على مهام المفوضية ", لافتاً إلى أنَّ "من الجيد أن تكون هناك فرق دولية تتابع شفافية الانتخابات خلال عام 2021".
واوضح أنَّ "الأمم المتحدة شكلت فرقا من المراقبين الدوليين وكل فريق يتكون من شخصين مختلفين بالجنسية، وقد تجاوز عدد المراقبين أكثر من 1000 شخص من قبل الفرق الدولية".
من ناحيته، قال اللواء الركن عقيل السعدي قائد الفرقة الحادية عشرة في حديثه لـ"الصباح": إنَّ "هناك تخصيصا واضحا في المهام، إذ واظب عناصر القوات الامنية على الادلاء باصواتهم وقد باشرت في اولى ساعات الصباح الباكر قطعات الفرقة الحادية عشرة تأمين مراكز الانتخاب للدورة الخامسة لمجلس النواب".
وأشار إلى أنَّ "المقاتلين أدلوا بأصواتهم بدون أي تدخل أو فرض إرادة أخرى وللناخب كل الحرية في انتخاب من يمثله، ونهيب بالمواطنين أن يتوجهوا يوم الأحد إلى صناديق الاقتراع من أجل مستقبل أبنائهم".
ولفت إلى أنَّ "الخطة الأمنية مطبقة بالكامل وليس هناك أي خروقات أمنية تذكر، لكنَّ هناك زخما في بعض المراكز واستطاعت ملاكاتنا أن تستوعب الحالة وتنظم السير وانسيابية الانتخاب في بعض المراكز وعادت الحالة إلى طبيعتها", وبشأن الاقتراع العام أكد اللواء السعدي أنَّ "الاجراءات نفسها في الخاص وبانسيابية ستكون يوم الاقتراع العام، ولا يوجد حظر للتجول وسيدلي المواطنون بأصواتهم بكل انسيابية وسلامة".
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي أنَّ النتائج الأولية ستكون بعد 24 ساعة من انتهاء الاقتراع العام، وبينت أنَّ "الاقبال كبير على مراكز الاقتراع الخاص"، مبينة أنَّ "هناك 100 موظف فني يتواصلون مع جميع الموظفين في مراكز الاقتراع"، وأشارت إلى أنَّ "نتائج الاقتراع الخاص ستكون مع إعلان نتائج الاقتراع
العام".
ووجه مجلس القضاء الأعلى، أمس الجمعة، محاكم التحقيق الخفر بالقيام بمهام اللجان القضائية يوم الاقتراع الخاص.
وقال إعلام القضاء في بيان: إنَّ "مجلس القضاء الاعلى في إعمام لاحق للإعمام الصادر بتاريخ 4 /10 /2021 بخصوص تشكيل لجان قضائية لتلقي الشكاوى والاخبارات عن الجرائم التي ترتكب في يوم الانتخابات؛ وجه بتكليف محاكم التحقيق الخفر في كافة المحاكم القيام بمهام هذه اللجان يوم الاقتراع الخاص في يوم الجمعة الموافق 2021/10/8".
من جانبه، أكد رئيس فريق المراقبين في العراق، صباح العزاوي، أنَّ هناك تواصلا مع المراقبين الدوليين في عملية الاقتراع الخاص، وقال: إنَّ "عملية الاقتراع الخاص جرت بانسيابية عالية وجميع الإجراءات جيدة داخل مراكز الاقتراع".
وفي جولة لـ"الصباح"، بمراكز الاقتراع الخاص أمس الجمعة، أقر المفوض في الشرطة الاتحادية (محمد خضير) بوجود انسيابية تامة جدا في عملية الاقتراع، وأضاف أنه "لا توجد هناك اي ضغوطات سياسية مورست على المنتسبين، بل كانت هناك حرية في اختيار الشخص الذي يرونه مناسباً للمرحلة القادمة والذي يمكن أن يصلح البلد".
أما الملازم الصيدلي (غيث باسم) من آمرية الطبابة العسكرية لقيادة الشرطة الاتحادية، فقد أشاد بإجراءات المفوضية في ما يخص عملية الاقتراع، إضافة إلى التعاون المنقطع النظير من قبل موظفي الاقتراع من جميع المنتسبين، وأضاف أن "هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها الانتخابات بهذا النوع من السلاسة".
أما المنتسب (مشتاق العامري) فقد بين بأنه "كان حر نفسه في الاقتراع للشخص الذي يريده دون أي ضغوطات"، وأضاف أنه "اختار الشخص الذي يمكن أن يمثله في البرلمان القادم".
من جانبه، قال عضو الفريق الاعلامي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات (مهند مصطفى) لـ"الصباح": إنَّ "مراكز الاقتراع الخاص افتتحت عند الساعة السابعة صباحا، وشهد مركز الاقتراع في مدرسة دجلة بمنطقة المنصور تواجداً كثيفاً للناخبين من القوات الامنية اضافة إلى الاعلاميين".
وأكد أنَّ "موظفي المركز الذي يضم خمس محطات اقتراع باشروا مطابقة البطاقة البايومترية لدى المنتسب مع أي بطاقة ثبوتية اخرى له والسماح له بالاقتراع ومن ثم تسحب البطاقة وتتوقف لمدة 3 أيام ليعطى بدلا عنها وصل ليستعيدها بعد انتهاء الانتخابات".
أما الخبير الانتخابي (سعد الراوي) فقد أعرب عن استغرابه من تصريحات تشير الى ان "هناك توزيع نسبة الاقتراع لصالح الائتلافات والمرشحين، دون معرفة دقيقة ولا تصريح من الجهة الرسمية".
وأضاف انه "لا يوجد حزب او ائتلاف او مرشح او منظمة لديهم مراقبون في كل مراكز الاقتراع الخاص البالغ عددها 595 مركزا، ومحطات الاقتراع الخاص البالغ عددها  2584 محطة، وقد لا يعرف عدد الناخبين البالغ عددهم 1075727 ناخبا للتصويت الخاص".
وتمنى (الراوي) أن "تكون تلك الجهات دقيقة ومهنية في نقل المعلومة، وترك ذلك للجهة الرسمية التي تمتلك كل المعلومات وتفاصيلها وهي (مفوضية الانتخابات)"، مشيراً إلى أنه "اذا كانت هناك جهة اخرى تمتلك معلومات ومراقبين يجب أن تذكر النسب للتصويت أولاً، وثانياً لا أحد يعرف ماذا صوت الناخبون ولمن، فهذا تصويت سري ولا أحد من المراقبين او الناخبين لهم حق تصوير أي ورقة اقتراع، إذ من الممكن اعطاء نسب متقاربة بالمشاركة للمركز الفلاني أو المدينة الفلانية دون تفصيلات أخرى كحصول الائتلاف أو الحزب أو المرشح الفلاني على نسبة كذا، فهذا صعب جداً في الانتخابات العراقية".