الانتخابات.. النتائج والرهانات

العراق 2021/10/13
...

علي حسن الفواز
 
انتهت الانتخابات الى معطيات برلمانية جديدة، والى أفق سياسي ظل محط تجاذبات ورهانات متعددة، لكنه عكس بشكلٍ او بآخر طبيعة المتغيرات الحادثة في الواقع السياسي، وفي المشهد الشعبي.
 الخارطة البرلمانية الجديدة، بزخمها، وطموحاتها، وبهوية الكتل السياسية فيها، ستكون أمام تحديات صعبة، تستدعي بالضرورة وجود برامج حقيقية ترتبط بفاعلية الحاجة الى التغيير، وبمسؤولية مواجهة تلك التحديات، والتي تكرّست كثير من مظاهرها، او تم التغافل عنها لضعفٍ أو اهمالٍ، او لسوء ادارةٍ، او لفشلٍ في معالجة الأزمات والعقد الكبرى، بدءا من الفساد والرثاثة، والترهل وسوء ادارة الثروة، وليس انتهاء بمعالجة السلاح المنفلت، والاقتصاد الواحدي، وضعف التعاطي مع حاجة الدولة الى تشريعات واجراءات تخص بناها العميقة، ونظامها الاجتماعي والاقتصادي وحتى الامني.
وبقطع النظر عن نسب المشاركة في هذه الانتخابات، ومدى اقبال الجمهور الواسع على الاقتراع فيها، فإن واقع الحال يقول: إن حراكا سياسيا مغايرا قد بدأ، وأن هناك معطيات فرضت نفسها في المسار الانتخابي، على مستوى خارطة الكتل السياسية وقواها في البرلمان المقبل، أو على مستوى خياراتها في التحالفات، وفي تشكيل الكتلة الأكبر، وعلى وفق الاتفاقات، أو على وفق برنامج سياسي واضح وشفاف، وبما يدعو الاخرين الى الذهاب نحو معارضة سياسية تراقب وتنتقد، وهو ما سيسهم في تحديد ملامح المشهد، على مستوى صياغة عقد سياسي جديد، او على مستوى ايجاد بيئة مناسبة ترشح منها اختيارات الرئاسات الثلاث، والوزراء، وبالاتجاه الذي يؤكد مشروعية التغيير من جانب، والعمل على تكريس تقاليد سياسية تتعزز فيها الديمقراطية وعمل مؤسساتها وسياقات 
عملها.
قواعد الديمقراطية تتحمل القراءات المتعددة، والذهاب الى الحكومة أو المعارضة لا يعني حيازة هذا الطرف اوذاك لادارة السياسة، وعزل الاخرين، بل سيجعل من خيار المعارضة فاعلا في المراقبة، وفي العمل على انضاج مسؤوليات المنافسة السياسية داخل البيئة الديمقراطية وفي اطار قوتها الرمزية، وحتى الاعتراض على النتائج سيكون  امرا مقبولا، وفي اطار الحق الديمقراطي، والذي يتطلب اجراءات قانونية ومهنية، ترتبط بطبيعة تلك الاعتراضات ودرجتها، إذ إن وضوح البيئة السياسية يعطي زخما لمشروعيتها، ويمنح مصداقيتها قوة معنوية، يعكس مدى النجاح الذي حققته الانتخابات، والرهان الدولي والعربي والوطني على شفافيتها، وعلى مدى استجابتها لروح الديمقراطية، وتعبيرها عن المزاج الوطني ومدى تفاعله والقبول بخياراته الشعبية.