مشكلة المنتخب

الرياضة 2021/10/14
...

علي حنون
 
استغرب لطرح البعض، في اثر التعادل أمام الإمارات، موضوع تغيير المدرب لمُجرد التغيير، وتسمية بديل، وكأن أمر المنتخب الوطني، يخضع لرغبات ناشطين على صفحات التواصل مُتعكزين على استجابات سابقة لاتحاد الكرة لآراء تُطرح هنا ووجهات نظر تتناول هناك، في سبيل فرض قرار على الاتحاد، الذي يبدو انه خضع في مناسبات مرت لـ(طلبات) أبطال (الفيس بوك) عوضا عن تشكيل لجنة فنية مُختصة تضم خبراء وروادا وأكاديميين ومدربين وإعلاميين للاستئناس برأيها في هكذا مُناسبات.
في واقع الأمر، مشكلة المنتخب الوطني اكبر من الاتحاد واكبر من المُدرب، وهذا ما لمسناه في مشوار فريقنا في التصفيات القارية المؤهلة لمونديال قطر، ولاسيما في مبارياته أمام كوريا وإيران والأخيرة أمام الإمارات، التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدفين لكل منهما في مواجهة كنا جميعا ننتظر الظفر بنقاطها لاستعادة ولو جزء من فرصة التأهل..المشكلة تتعلق بهوة تكبر مع مرور السنين، مشكلة جيل من اللاعبين فقد بريق التميز نتيجة إرهاصات الوضع العام، فالرياضة احد أوجه سلامة الوضع العام في البلد ونحن منذ عقود نعيش حالة استثنائية أثرت سلبا في جميع الحلقات ومنها المنظومة الرياضية وفي طليعتها كرة القدم، التي شأنها كبقية المرافق طالتها (المُحاصصة) غير المعلنة.
نحن منذ عام 2007 لم نُحقق ما نفخر به وجاء فوزنا بلقب آسيا عامها على حساب السعودية، بعيدا عن الحسابات الفنية المُتوقعة، حتى أن صديقا بين لاعبي التشكيلة قال لي حينها (لو كُتب وأعيدت المباراة 90 مرة، فإننا لن نفوز بنتيجتها)، وبعدها أخذ المُؤشر البياني لمشاركات كرتنا الوطنية بالانحدار، وبات وفق حسابات الواقع، أن التعادل مع منتخب بمكانة فيتنام سيُعد نتيجة جيدة في الغد في حال استمر وضع كرتنا يسير في هذا السبيل..والعجيب أن البعض يرى العلة في المدرب فقط، نعم المدرب يتحمل جزءا من حالة الوهن، لكننا لا يُمكن أن نفصل مسؤولية الحلقات الأخرى ونجعل المدير الفني باستمرار (كبش) الفداء لسوء تخطيط الاتحاد وعدم تفاعل اللاعبين..وحتى لو جئنا بأفضل المُدربين، ما هو المتوقع، هل سيتغيّر الحال؟ يقينا لا، لان الخلل كبير والهفوات تكبر بمرور الأيام بسبب غياب المُعالجات..المُدرب الواقعي بلا ريب لن يعمل في هكذا أجواء لأنه ينشد الدعم لإنجاح مهمته، يُريد أدوات مُتمكنة (أي لاعبين) ونحن ليس لدينا تشكيلة يمكن الاعتماد عليها، عندنا خمسة مُغتربين وهم مُحاربون من قبل البعض، وهناك لاعبون محترفون كان الاداء لديهم غير مُستقر وآخرون محليون غير مُؤهلين لتمثيل الكرة الوطنية، وأيضا، فان التباين في المستوى (المهاري) بين عناصر التشكيلة يجعل أسلوب الأداء الجماعي يُعاني في درجة تطبيقه، طالما أن اغلب الأدوات، تفتقد الى المهارة المطلوبة، فضلا عن غياب الانسجام في ما بينهم.
مشكلة البعض أنهم لا ينظرون إلى الأمر من زاوية أخرى، لرؤية أضلع المُعادلة الثلاثة، الإدارة (الاتحاد)، المدرب، اللاعبون، ويُركز باستمرار على المدرب دون سواه..وهنا ليس المقصود الدفاع عن المدرب، وإنما التمعن بحال الكرة العراقية، الذي لم يستقر من أكثر من عشرة أعوام رغم تغيير الوجوه التدريبية، اذا فان التغيير الشامل والتخطيط على مراحل ثلاث، قريب، متوسط وبعيد، والاعتماد على لجنة خبراء في تسمية المدرب ومنحه فترة كافية ليختار اللاعبين ويرسم سياسة إعداد بمعية مستشارين فيه الحل الاصوب والأمثل ، وليس إغماض العين عن أخطاء الشركاء وتغيير المدرب.