مدربان كرويان: الفوز على سوريا يمثل مفترق الطرق لمنتخبنا

الرياضة 2021/10/20
...

  بغداد: الصباح الرياضي 
 
أجمع مدربان عاملان في مجال كرة القدم، على ان مباراة منتخبنا الوطني المقبلة امام سوريا تمثل مفترق طرق لاسود الرافدين في التصفيات المونديالية، وان تحقيق الفوز فيها سيمنح اللاعبين زخما معنوياً من اجل المنافسة على المقعد الثالث المؤهل الى كاس العالم، التي ستقام في قطر نهاية العام 2022، مطالبين في الوقت نفسه المدرب ادفوكات بالثبات على التشكيل ونظام اللعب وطريقة الأداء والتكتيك الجماعي في المباريات المقبلة، برغم قناعتهم بأن تغيير المدربين يضر بنسق العمل التدريبي، وان عامل الوقت يلعب دورا كبيرا لهضم تلك الأفكار والواجبات التكتيكية بغية الحصول على اقصى جهد ممكن.
أول المتحدثين لـ “الصباح الرياضي” كان المدرب جبار هاشم الذي شدد على أهمية “التغلب في المباراتين المقبلتين برسم الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2022، امام سوريا وكوريا الجنوبية في الحادي عشر والسابع عشر من الشهر المقبل، بمعزل عن الأداء، والتركيز على الظفر بنقاط هاتين المواجهتين برغم صعوبتهما وارتفاع حدة المنافسة بين منتخبات هذه المجموعة « .
وأضاف أن “ الخروج من مواجهة سوريا بالنقاط الكاملة يمثل العودة السريعة الى سكة التأهل، ويعطي اللاعبين روحاً ايجابية ويعيد الثقة في أنفسهم ثانية، ويؤكد أن لديهم القدرة على تحقيق الانتصارات التي تسهل من مهمة المنافسة مع بقية منتخبات المجموعة، من دون ان نغفل الظروف المحيطة بإعداد كتيبة اسود الرافدين «. 
واردف قائلا: “ ألقى تغيير المدرب السابق السلوفيني ستريشكو كاتانيتش بظلاله على اللاعبين الذين تراجع اداؤهم خلال جائحة كورونا، وشكلوا علامات استفهام كبيرة بشأن فعالية ادوارهم خلال المباريات السابقة، بسبب ان السواد الأعظم منهم لا يمتلك الخزين الخططي الذهني الذي يسعفه في قراءة الحالة والاتيان بحلول أخرى سلسة، بل ان جلهم قد ينسى نوعية التدريبات الخططية التي تسبق المباراة لحظة اطلاق الحكم صافرة البداية، وهناك من يلجأ الى الاجتهادات الفردية لحظة التصرف بالكرة بعيدا عن طبيعة الواجبات الخططية المرسومة له» .
 وبشأن الأداء الفني لمنتخبنا خلال المواجهات الأربع الماضية، اوضح هاشم ان “ المباراة الأخيرة امام الامارات كانت الأفضل، برغم الأخطاء الدفاعية التي برزت في الشوط الثاني، لكن بات لزاما على الطاقم التدريبي ان يجد توليفة مثالية من اللاعبين، فضلا عن طريقة لعب تؤمن لهم النتيجة المرجوة والاحتفاظ بخيط الامل الذي يقود كرة العراق الى الواجهة
 المونديالية  « .
بدوره، عزا المدرب المساعد في الطاقم الفني لمنتخبنا الأولمبي عباس عبيد أسباب تراجع المستوى الفني لكتيبة اسود الرافدين الى مجموعة من الأسباب، لعل من ابرزها “ تدني المستوى الفني للدوري العراقي الذي لم ينجح في ضخ اسماء واعدة الى المنتخبات الوطنية، على غرار حقب الثمانينيات والتسعينيات وبداية الالفية الثانية، التي شكلت ارثا كرويا وقيمة معنوية آنذاك، برغم الظروف الصعبة وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي وقلة المشاركات الخارجية «.  
ومضى يقول: “ بدأنا نتندر على اي لاعب يتسلم الكرة تحت الضغط او في المناطق الساخنة التي تصنع الفارق، واقولها بحسرة كبيرة، من المعيب حقا انك ترى اغلب صناع اللعب في الدوري العراقي والمنتخبات يتسلمون الكرات ويبادلونها في مناطق غير مؤثرة بعيدة عن الخطورة، وبالتالي فإن هذه السلبية قد انسحبت على منتخباتنا الوطنية التي تؤدي بأقل جودة، برغم قيمة التدريبات والتغذية الراجعة التي يحصل عليها اللاعب قبل وبعد كل مباراة، وان تلك الامور الخططية اثرت بشكل واضح في طريقة التحضير وبناء اللعب والتصرف بالكرة، من حيث الحيازة ونوع التمريرات التي تعتمد على براعة اللاعبين وجودتهم في تطبيق الواجبات «  .
ونوه بأن “تغيير المدربين أيضا كان له أثره السلبي في المنتخب، وان كل مدرب لديه اهداف يسعى الى تحقيقها وفق المتاح من اللاعبين والقدرات البدنية والمهارية، وان هذا الفهم يأتي عن طريق التكرار في التدريبات، مع وفرة زمنية في الوقت لمعرفة المزايا الفنية لكل لاعب، وبالحصيلة مهما كانت التبريرات فـإن لاعبي منتخبنا الوطني مطالبون بتحقيق الفوز امام سوريا بالدرجة الاولى، لأنها الانطلاقة الحقيقية في التصفيات والرهان على البطاقة الثالثة، والمهمة تقع على عاتق الجهاز الفني في اختيار العناصر المناسبة لهذه المواجهة، على الرغم  من ان الفوارق الفنية والمهارية بين اللاعبين متقاربة».