موسكو: وكالات
انطلقت في العاصمة الروسيَّة موسكو، أمس الأربعاء، جولة جديدة من المحادثات الأفغانيَّة في ما يعرف بـ"صيغة موسكو"، التي ستستمر 4 أيام،ويعد هذا اللقاء الأول بعد سيطرة "طالبان" على السلطة في أفغانستان في آب الماضي.
ويترأس وفد "طالبان" نائب رئيس الوزراء عبد السلام حنفي وهو شخصية بارزة في القيادة الأفغانية الجديدة سبق أن أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، كما يضم الوفد كذلك وزير الخارجية الأفغاني أميرخان متقي، ووزير التجارة نور الدين عزيزي، ووزير الثقافة والإعلام خير الله خير حق، والمتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" أنس حقاني.
ووصل الوفد الممثل لحكومة "طالبان" أمس الأربعاء إلى موسكو للمشاركة في المحادثات التي من المقرر أن يشارك فيها أيضا ممثلون عن روسيا وإيران وباكستان والصين والهند.
وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح الاجتماع كلمة بحضور وسائل الإعلام، قبل بدء الاجتماع المغلق بين الوفود المشاركة في المحادثات.
وأقر لافروف، في مستهل الجولة الجديدة من المحادثات بـ"صيغة موسكو" الخاصة بأفغانستان بأنَّ عودة حركة "طالبان" إلى سدة الحكم في هذا البلد أمر واقع، وقال أمام الوفود المشاركة في اجتماع اليوم في موسكو: "الآن، بعد حدوث تغيرات جذرية في الوضع على الأرض، لا جدوى من البحث عن المسؤولين عن عدم إحراز أي تقدم ملموس في ملف المصالحة الوطنية، وبودي الإشارة فقط إلى أنَّ الآمال المرتبطة بالمعسكر الجمهوري، أي الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، لم تتحقق، ووصلت إدارة جديدة إلى الحكم الآن، وهذا الأمر الواقع يحمل مسؤولية كبيرة على عاتق حركة طالبان".
وأشار الوزير الروسي إلى الجهود التي بذلتها "طالبان" في سبيل استقرار الظروف العسكرية والسياسية في البلاد وتنظيم عمل مؤسسات الدولة، مشددا في الوقت نفسه على أنَّ مهمة إحلال سلام مستدام في أفغانستان لا تزال ملحة.
وتابع أنَّ موسكو ترى الشرط الأساسي لتحقيق هذا الهدف في تشكيل حكومة شاملة في الواقع ستعكس بالكامل مصالح جميع القوى العرقية والسياسية في البلاد.
وشدد لافروف على أنَّ الرؤية المتبصرة التي ستظهرها هذه الخطوة كانت "ستعطي درسا طيبا للذين ضحّوا، من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية، بالمصالح القومية وتركوا بالفعل شعبهم ليلاقي مصيره" وستحدد طريقة لتطور أفغانستان تدريجيا اعتمادا على أوسع طيف ممكن من الفئات الاجتماعية.
وقال: "توازن القوى الجديد الذي قام في أفغانستان منذ 15 آب لا بديل عنه للمستقبل المنظور من جانب، ومن جانب آخر يؤكد عدم الاعتراف رسميا (بـ"طالبان" كسلطة شرعية) على الصعيد الدولي وهناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ومالية وتحديات جديدة تواجهها السلطات الجديدة في كابل، كما أنَّ الوضع في البلاد لا يمكن وصفه بالمستقر حتى الآن".
وحذر الوزير الروسي من أنَّ العديد من التنظيمات الإرهابية، بالدرجة الأولى "داعش" و"القاعدة" تحاول الاستفادة من هشاشة الوضع وتشن هجمات دموية في مناطق متفرقة من البلاد، فضلا عن استمرار الأنشطة المتعلقة بإنتاج المخدرات في البلاد.
وأعرب الوزير عن أسف موسكو إزاء عدم مشاركة الولايات المتحدة في محادثات موسكو وغيابها للمرة الثانية على التوالي عن اجتماعات "الترويكا الموسعة" بخصوص أفغانستان.
بدوره، قال سفير روسيا لدى أفغانستان دميتري جيرنوف، للصحفيين، لدى وصوله إلى مقر انعقاد الجولة الثالثة من محادثات "صيغة موسكو": "من السابق لأوانه الحديث عن ذلك"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كانت مسألة الاعتراف بـ"طالبان" ستناقش خلال اجتماع اليوم الأول.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنَّ موسكو تعمل حاليا على تنظيم رحلة إجلاء جديدة من كابل وإيصال مساعدات إنسانية إلى أفغانستان، متعهدا بالإعلان رسميا عن ذلك عندما سيتم تحديد موعد.
وذكر جيرنوف أنَّ "طالبان" المدرجة في قائمة التنظيمات الإرهابية في روسيا لم تطلب من موسكو أي دعم عسكري، مشددا على أنَّ ذلك خارج نطاق النقاش إطلاقا.