الملاعب مقابل التلقيح

الرياضة 2021/10/23
...

كاظم الطائي

اعتدنا في زَمن الحصار المقيت الذي فرضه النظام السابق والقرارات الاممية في بداية التسعينيات من القرن المنصرم ان نستمع الى جملة مأثورة بقيت تفرض سطوتها لسنوات عجاف اسمها النفط مقابل الغذاء والدواء ومن معطفها وزعت الحصص التموينية الشهرية بين الاسر تبعا لعدد افرادها وكمياتها المعتادة وهذه المقايضة تحت اشراف دولي يبدو انها تطل علينا في عناوين ونوافذ واشكال شتى مع تقدم الزمن .
وفي الرياضة دست المصطلحات المشابهة لهذا المعنى انفها وعرفنا منذ الثمانينيات الملاعب مقابل الامن والسلام ومنعت منتخباتنا الوطنية والاولمبية من اجراء مبارياتها في ملاعب العراق بسبب الحرب بين العراق وايران ووصل منتخبنا الى مونديال المكسيك في العام 1986 من دون ان يخوض اي لقاء في صروحنا الرياضية .
وتعرفنا على معطيات اخرى تخدم البنى التحتية تبناه الاتحاد القاري بمباركة الفيفا يخص بناء الملاعب والمنشآت والصروح الاخرى وتقديم الدعم المادي والمعنوي عبر المشاركة الفاعلة في برامج مشروعي الهدف والرؤية الاسيوية وغيرهما وتم تشييد مقر اتحاد كرتنا بفضل هذا التعاون تحت يافطة تحاكي مثل تلك الرغبة .
اخر ابتكارات العمل الرياضي والبدء بصفحة جديدة من مواجهة جائحة كورونا الشروع باتفاقية اخرى في مسار الحياة اليومية لمتابعة الفعاليات الرياضية عبر صيغة ( دخول الملاعب مقابل التلقيح ) وتابعنا تفاصيلها في بطولات دولية ومسابقات وطنية في اوروبا واسيا واميركا وافريقيا وبرزت صورها في اولمبياد طوكيو قبل اشهر اذ سمحت السلطات بدخول الاشخاص الملقحين لمضادات ضد الجائحة امتثالا للتعليمات الصحية .
قبل ايام وافقت الجهات الصحية المعنية بسلامة الاجراءات الطبية على دخول جماهيرنا بنسبة 30 % لملاعبنا الكروية على شرط ان يكون الحضور من الملقحين بجرعات المكافحة لكورونا فضلا عن تخصيص لجان طبية تقوم بهذه المهمة في الملاعب المراد دخولها .
تابعت منشورات العديد من الزملاء العاملين في الصحافة الرياضية وعشاق المستديرة في الايام الماضية وقد اشاروا فيها الى تلقيهم العلاج المطلوب والجرعة المخصصة لمكافحة الجائحة في اروقة الاندية وملاعبها المشرعة لاحتضان مباريات دوري الكرة الممتاز ومع سخونة اللقاءات المقبلة ستتضاعف نسب التلقيح ونشهد توافدا اكثر لمرتادي ملاعبنا .
سلامة ملاعبنا وسلاسة الاجراءات المتبعة وايجابية التشجيع وتطور ملف البنى التحتية تتطلب من الفيفا ان يطلق العنان لقراره المؤجل برفع كلي للحظر المفروض على صروحنا الكروية بعد ان نجحنا في كسب طرف المعادلة المعنية بـ ( الامن والسلامة مقابل رفع الحظر) اليس كذلك ؟