طريق الإصلاح

الرياضة 2021/10/26
...

خالد جاسم
كما في بقية مجالات الحياة الراهنة تفتقد العديد من المؤسسات والجهات الرياضية الى ثقافة الحوار الصريح والمتجرد من أجل توصيف المشكلات وتشخيص السلبيات وتعيين مكامن الخلل ثم التوصل الى أرضية مشتركة تبنى عليها مقاربات منطقية وحلول واقعية ومعالجات موضوعية حتى في ظل الحد الأدنى من التفاهمات الممكنة . 
وبغير لغة الحوار سوف نمضي في المزيد من الخلافات والتقاطعات والتناحرات التي تضاعف البؤس وترسخ التخلف وتعمق محنة الانقطاع وعدم التواصل مع كل ماهو جديد ومفيد ومثمر في الرياضة . واللافت إن غياب الحوار لايشكل علامة فارقة في مجمل واقعنا الرياضي بين الجهات الرياضية المختلفة بما في ذلك التطورات الأخيرة في العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية في محاولة المتصيدين نسف ترسيخ قاعدة التعاون والتنسيق والتفاهم بينهما في شتى المسائل الحيوية التي تشكل هاجسا مشتركا بين المؤسستين الكبيرتين, بل نرى حبل الحوار مقطوعا حتى داخل المؤسسة نفسها نتيجة التعنت والعناد برغم قناعة الجميع أن ثقافة الحوار والرأي والرأي الاخر يجب أن تكون منطلقا حقيقيا في تجاوز الصعاب وتبديد الشكوك والتوصل الى تفاهمات وقواسم مشتركة تنهي حالات الشد والجذب والخلافات والتقاطعات التي تأكل من جرف الزمن والجهد في بناء رياضة حقيقية للوطن .وأعتقد متى ما توفرت النية الحسنة والعزم الحقيقي على إزالة ترسبات الماضي وشطب ماهو مترسخ من ظنون وانطباعات ليست حسنة في النفوس هي أمور جديرة بخلق قاعدة انطلاق واقعية نحو حل أي أزمة حاضرة أو مايليها من أزمات كما أن الصراحة والموضوعية التي تفرش مائدة الحوار كفيلة بمسح أشكال التوتر والانقباض في العلاقة بين أي طرفين مختلفين , وهو أمر له  انعكاساته الطيبة والايجابية في الزمن المنظور على الأقل ويطوي صفحة من ضعف الثقة وهشاشة التواصل بينهما ويوصل رسالة بليغة جدا لمن يريدون خلط الأوراق والحرص على النفخ باستمرار على نار الخلافات والاختلافات مهما كان لونها وحجمها لغايات لم تعد مجهولة أو خافية .
 كثيرا مايتردد في دواخل نفسي السؤال : هل آن الأوان لأن نفكر في الأقل ونقول هل نستطيع الاصلاح الشامل الجذري الذي يحتاج إلي إمكانات هائلة لانملكها فنصاب بالعجز واليأس أم نفكر في خطوات إصلاحية تعطينا بعض الأمل في المستقبل.؟
نحن في الرياضة (وعلى حد قول الراحل نجيب المستكاوي ) نتغير ببطء شديد، لدرجة تجعلك تشعر حقيقة أن أمراضنا الرياضية جزء من شخصيتنا الرياضية , لكن ورغم كل تلك الهالات السوداء أرى الاصلاح قادم وهو مطلب بل وحاجة ضرورية عبر التوجه بخطاب قوي ورصين الى أهل السياسة يكون عنوانه أخذتم منا كثيرا ووعدتمونا كثيرا وحان الوقت لتسددوا فواتير مانريده من إصلاح حقيقي لرياضتنا نريده أن يكون انموذجا لكم في الإصلاح .. فهل هذه أضغاث أحلام ؟!