50 عاما لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة: تنفيذ تعددية الأطراف والحفاظ على السلام العالمي

قضايا عربية ودولية 2021/10/31
...

جيان فانغنينغ
يصادف يوم 25 من شهر أكتوبر/تشرين الاول هذا العام الذكرى الخمسين لاستعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة أمام الاجتماع الاحتفالي بهذه المناسبة.
 أشار الرئيس شي جينبينغ إلى أنه خلال هذه السنوات الـ50، ظل الشعب الصيني يتمسك بروح الكفاح في سبيل تقوية الذات، مما سجل ملحمة عظيمة لتطور الصين والبشرية. وحقق اختراقا تاريخيا متمثلا في تحويل الصين من التخلف النسبي من حيث القوى الإنتاجية إلى أن تحتل المركز الثاني في العالم من حيث حجم اقتصادها الإجمالي، وحقق هدف بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في الصين، وحقق نجاحا تاريخيا في التخلص من الفقر المدقع، مما أطلق مسيرة جديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وفتح آفاق مشرقة للنهضة العظيمة للأمة الصينية. خلال هذه السنوات الـ50، ظل الشعب الصيني يتضامن ويتعاون مع شعوب العالم لصيانة العدل والإنصاف الدوليين، وقدم مساهمة جليلة للسلام والتنمية في العالم. يتمسك دوما بالسياسة الخارجية السلمية والمستقلة، ويرفض رفضا قاطعا الهيمنة وسياسة القوة، ويدعم بكل ثبات النضال العادل للدول النامية الغفيرة في سبيل صيانة سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، ويقدم ما في وسعه من المساعدات إلى الدول النامية، ويوفر فرصاجديدة للعالم عبر التنمية الصينية باستمرار.
خلال هذه السنوات الـ50، ظل الشعب الصيني يحافظ على مصداقية الأمم المتحدة ومكانتها، وينفذ تعددية الأطراف، اذ يتعمق التعاون بين الصين والأمم المتحدة يوما بعد يوم.  قد بعثت الصين أكثر من 50 ألف فرد للمشاركة في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة، وأصبحت ثاني أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة وثاني أكبر مساهم في ميزانية حفظ السلام. وظلت تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وشقت طريقا تنمويا لحقوق الإنسان يتماشى مع تيار العصر ويتميز بالخصائص الصينية، مما قدم مساهمات هامة لتقدم حقوق الإنسان الصينية والقضية الدولية لحقوق الإنسان.
أشار شي إلى أنه في وجه التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مئة عام، يجب على المجتمع الدولي تعزيز الجهود في تكريس القيم المشتركة للبشرية التي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وذلك من أجل تقديم رؤية توجيهية صائبة لبناء عالم أجمل. وعلينا التعاون يدا بيد في الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والعمل سويا على بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال. وعلينا التمسك بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، والعمل سويا على دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لخدمة الشعب على نحو أفضل. وعلينا تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المختلفة والقضايا الكونية التي تواجه البشرية. وعلينا الحفاظ بكل حزم على مصداقية الأمم المتحدة ومكانتها، والعمل سويا على تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية. ولا يمكن وضع القواعد الدولية إلا بالتشاور بين الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة، بدلا من قلة قليلة من الدول أو مجموعات الدول، ويجب على جميع الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة الامتثال للقواعد الدولية بدون استثناء. وينبغي أن تعامل دول العالم الأمم المتحدة كأسرة كبيرة وتقوم باحترامها ورعايتها وحمايتها، ولا يجوز بتاتا استغلالها عندما تكون مفيدة وتركها عندما لا تفي بالمصلحة المبتغاة.
وعند نقطة انطلاق جديدة في التاريخ، ستتمسك الصين بالسير على طريق التنمية السلمية وتصون دوما السلام العالمي؛ وستتمسك بالسير على طريق الإصلاح والانفتاح وتسهم دوما في التنمية العالمية؛ وستتمسك بالسير على طريق تعددية الأطراف وتدافع دوما عن النظام الدولي. وتعد الصين والعراق صديقين حميمين وشريكين عزيزين، وظل البلدان يتبادلان الفهم والثقة والدعم لبعضهما البعض منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وإن الصين مستعدة لبذل جهود دؤوبة مع المجتمع الدولي بما فيه صديقها العراق في سبيل تحقيق التنمية المستدامة والسلمية للعالم وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
•القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية العراق