رفع الحظر عن ملاعبنا .. بين مطرقة التأويل وسندان الأهمال

الرياضة 2021/10/31
...

 بغداد: إحسان المرسومي 
 
لم يكن قرار الفيفا الأخير بمنع العراق من خوض مبارياته ضمن تصفيات كأس العالم على أرضه، محض صدفة او قرارا مفاجئا، بعد ان تعود الشارع الرياضي على مثل هذه القرارات المجحفة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفي الوقت الذي يتبنى فيه الفيفا قراراته بشكل سريع ومستعجل في إعادة الحظر على ملاعبنا كما حدث ابان التظاهرات التشرينية، على اعتبار ان البلد غير امن معتمدا على تقارير مشوهة لغايات في نفس يعقوب، تم خلالها نقل مبارياتنا امام البحرين وايران الى العاصمة عمان ارضنا المفترضة ، رفضت هذه المؤسسة التي يفترض بها ان تكون عادلة ان تعيد لنا حقنا بعد ان عادت الأمور الى مجاريها واصبح ملعب جذع النخلة جاهزا بشكل كبير للاحداث الرياضية المهمة، وبالرغم من أن اللجنة التي بعثها الاتحاد الدولي خرجت بانطباعات جيدة خلال زيارتها الاخيرة الى  البصرة الفيحاء، واطلعت من خلالها على الأمن والأمان والبنى التحتية الرائعة من ملاعب وفنادق وشبكة طرق  ونقل حديثة، إلا ان كل هذه الانطباعات ذهبت ادراج الرياح بعد ان كان العراقيون يمنون النفس بمشاهدة منتخبهم وهو يمارس حقا من حقوقه المسلوبة على ارضه وبين جمهوره، لاسيما في مباراتيه المهمتين امام سوريا وكوريا الجنوبية خلال هذا الشهر، اللتين تعدان منعطفا كبيرا في مسيرة المنتخب وتحدد نتيجتهما بشكل كبير إن كنا سنتمكن من انجاز المهمة على افضل وجه او الخروج من الباب الواسع، يا  ترى من وراء قرار الفيفا المجحف وهو المؤسسة التي يفترض بها ان تكون منصفة وتشجع الدول الاعضاء على ممارسة اللعبة الأكثر جماهيرية، لاسيما ان دولا عديدة تعاني نقص الملاعب وظروفا امنية أسوأ بكثير مما يحصل في العراق، إلا ان منتخبها يخوض مبارياته على ارضه كما يحصل مع ايران ولبنان؟ وقبل ان نلامس أسباب هذا الجفاء الفيفوي تجاه كرتنا لابد من ان نعرض اراء بعض المختصين والمعنيين بالشأن الكروي العراقي .
 
 محكمة كاس 
البداية كانت مع رئيس اتحاد الكرة السابق وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الاسيوي عبد الخالق مسعود الذي اشر في تصريحات إعلامية الى وجود “إهمال” من جانب العراق في ملف الحظر الدولي المفروض على ملاعب البلاد. وقال مسعود: إنه “يحق للاتحاد العراقي لكرة القدم رفع شكوى ضد الاتحاد الدولي في محكمة كاس الدولية بسبب منع العراق من اللعب على أرضه، لكن لا نعرف هل سيكسب القضية أو لا”. وأضاف، “لن تنفع الشكوى في الوقت الحالي، وكان من المفترض ان تقدم بوقت مبكر”، مبيناً ان “الاتحاد العراقي تأخر برفع الشكوى مع تبقي أيام قليلة على مباراتي المنتخب العراقي أمام كل من سوريا وكوريا الجنوبية”. 
واماط مسعود اللثام عن كواليس قرار فيفا برفع الحظر عن ملاعب العراق عام 2018، والإجراءات التي اتخذها اتحاد الكرة العراقي عندما كان رئيساً له، موضحا أن “الاتحاد العراقي رفع شكوى بمحكمة كاس الدولية كورقة ضغط، بعد ان وجدنا أن عدم السماح للعراق باللعب على ارضه غير مبرر، لاسيما انه ينعم بالامان ويمتلك افضل الملاعب التي تضاهي ملاعب العالم”. واضاف مسعود، “بعد ان علم الاتحادان الدولي والاسيوي بالشكوى، اشعرنا الاتحاد الاسيوي بسحب الشكوى التي رفعناها بمحكمة كاس وانه سيقف الى جانبنا بهذا الملف”. وتابع القول: “بعد موافقتنا على سحب الشكوى ارسل الاتحاد الاسيوي لجنة اطلعت على ملعب البصرة واصدرت قرارا سريعا باقامة مباريات التصفيات الاسيوية في العراق، وفعلاً تم اللعب وواجه منتخبنا نظيره الهونكونغي، لكن بعد ذلك اندلعت التظاهرات في البصرة ليتم نقل مباريات التصفيات التي كانت امام ايران والبحرين الى ارض مفترضة وقد اخترنا حينها الاردن”. 
 
صلاحيات انفانتينو 
وذهب المحلل الفني للمنتخب الوطني والزميل الصحفي علي النعيمي الى راي اخر، إذ قال: رفضت الدول المنضوية تحت لواء جمهورية القدم منح الرئيس انفانتينو صلاحية الموافقة الشخصية على طلب رفع الحظر عن ملاعب الدول دون العودة الى الهيئة العامة، بحسب التعديلات الأساسية الأخيرة للنظام الداخلي ، مشيرا الى ان القرار المفترض سيصدر بعد اجتماع الكونغرس في اذار من العام المقبل . بمعنى اخر ان العراق سيخوض كامل مبارياته في التصفيات خارج ارضه بينما ينعم الاخرون بميزتي الأرض والجمهور .  
 
بيان توضيحي 
من جهته تساءل منسق الاتحاد العراقي لكرة القدم في السعودية محمد إبراهيم قائلا : إن عودة الحظر على ملاعبنا، ولا سيما جذع النخلة في البصرة كانت بسبب امني ، وهنا أتساءل ؟ ما هي المتطلبات الواجب تهيئتها من قبل العراق ، واذا كانت مرتبطة بشركات أمنية وتقارير استخبارية ، فلماذا لا يقوم الاتحاد العراقي بإصدار بيان يوضح الامر ، مشيرا الى انه من الضروري في الوقت نفسه التصعيد في الأمور القانونية من خلال ناس تفهم كيف تحضر طعونا وتربط بين وضع العراق ووضع بعض البلدان التي تم رفع الحظرعنها، أو اساسا لم يتخذ الفيفا اي اجراء ضدها، لافتا الى ان الإعلام والشارع الرياضي غاضبان جدا ومن المهم ان يصدر الاتحاد بيانا يوضح فيه ما يجري، متمنيا في ختام حديثه ان يكون رفع الحظر عن كل ملاعب العراق وليس ملاعب بعينها بعد ان انتفت الأسباب الموجبة لهذا الحظر الظالم .
 
نفق مظلم 
 واكد المدرب قحطان جثير ان العمل على رفع الحظر يتطلب جهودا كبيرة من قبل المسؤولين في الدولة ، مبينا ان بغداد وباقي المحافظات تنعم بالامن والأمان افضل بكثير من دول عديدة في العالم، ومع ذلك ابتلينا بقرار مجحف ونفق لا نعرف الخروج منه، مشيرا الى ان على المشككين بالوضع في العراق أن يتابعوا ويشاهدوا زيارة رؤساء الدول العظمى وإقامة المهرجانات الفنية، وتواجد مدربين ولاعبين محترفين، وكلها دلائل تشير الى الوضع الأمني المستتب ووجود بنى تحتية للرياضة العراقية وبالاخص كرة القدم .