مشاورات لبنانية مكثفة وميقاتي يستعين بباريس وواشنطن

الرياضة 2021/11/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تحول لبنان الى خلية اتصالات مكثفة من أجل احتواء الأزمة الدبلوماسية الحادة مع السعودية والدول الخليجية التي فجرتها تصريحات سابقة لوزير إعلامه جورج قرداحي.
مراقبون لبنانيون باتوا يتساءلون إن كانت استقالة قرداحي ستضع حداً للأزمة أم لا، في ضوء تأكيد وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان أن “القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. وأن من المهم أن تصوغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مساراً للمضي قدماً بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي 
الحالي”.
وتوقف المراقبون عند تأكيد بن فرحان أن “المملكة ستدعم أي جهود لإصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي”، مشيراً الى أن “ الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين بشأن الملف اللبناني”، وهذا ما ذكره وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أمس الأحد بتأكيده أنّ “هناك تعقيدات كثيرة في الأزمة”، مشدداً على أنّ “الحكومة تحاول حل الأزمة مع الحفاظ على مصلحة لبنان وصداقته مع دول 
الخليج”.
لافتاً إلى أنّ ميقاتي “أكد مراراً أن الحكومة لن تستقيل وسنواصل معالجة الأزمة”، وذكر بوحبيب أن “وزير الإعلام جورج قرداحي يدرك مصلحة لبنان، وهو قال إن مصلحة لبنان قبل مصلحته، لكنه يتشاور لاتخاذ قرار الاستقالة”.
وعلمت “الصباح” أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد أجرى اتصالات عاجلة مع الأوساط السياسية في باريس وواشنطن، طالباً منهم إبداء المساعدة كي يتجاوز لبنان الآثار الكارثية لهذه الأزمة التي عصفت بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية. ميقاتي طلب أيضاً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التدخل لدى زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لإقناعه باستقالة قرداحي، وفعلاً اجتمع الراعي في لقاءين منفردين مع فرنجية وقرداحي، إذ خرج وزير الإعلام اللبناني بعد لقائه البطريرك الراعي مساء أمس الأول من دون أن يفصح عن أي تصريح، غير أن المعلومات التي حصلت عليها “الصباح” تفيد بأن الراعي قد طلب فعلاً من قرداحي أن يتقدم باستقالته، لأن الوضع اللبناني لم يعد يتحمل المزيد من التأزيم لا سيما بعد إقدام السعودية والبحرين والكويت والإمارات على سحب سفرائها من بيروت، والطلب من سفراء لبنان المغادرة، فضلاً عن إيقاف التعامل التجاري مع لبنان ومنع مواطنيها من السفر الى بيروت، وكان رد الوزير قرداحي أنه سيتواصل مع فريقه السياسي لبلورة حل وهو غير متمسك بالمنصب. 
هذا ومن المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة إعلان استقالة قرداحي بعد إنضاج الاتصالات بهذا الشأن.
في السياق نفسه، أكّد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن أمس الأحد ، أنّ “على الحكومة أن تحسم الأمر سريعًا وتعالج الأزمة مع دول الخليج، آخذةً بالاعتبار المصالح المشتركة والمواضيع الحسّاسة والمحقّة، ولا سيما منع التهريب واحترام العلاقات الأخويّة قولًا وفعلا”، مشيرًا إلى أنّه “امتحان القدرة على تخطّي الأزمات، ونحن في بداية الطريق”.