الأولمبي..والقادم
الرياضة
2021/11/06
+A
-A
علي حنون
والعلامة الفارقة، التي جاءت بتفاعل كبير بين المنتخب الاولمبي والمعنيين من نقاد ومُتابعين وشيّدت جسورا من الثقة مع جماهيرنا، هي لوحة الأداء الجميلة، التي ساهمت جميع أسماء التشكيلة في رسمها بألوان التوفيق، الى جانب حضور رغبة إثبات الوجود، التي كانت تتصاعد مع توالي المُباريات وكذلك سعي عناصر الفريق لإيجاد فسحة من الأمل بقادم أفضل والاجتهاد من اجل إبعاد سحب (الحسرة)، التي خلفتها تعثرات منتخبنا الوطني في محطاته السابقة، من سماء المُحبين للكرة الوطنية.. والجميل أيضا هو أن المنتخب الاولمبي اعتمد في قائمته، على المُميزين من الدوري الوطني والمحترفين، وعلى الأعمار المعنية بارتداء قميص هذه الفئة، والتي يُمكن أن تواصل رحلتها مع المنتخب الوطني لأعوام دون الوقوع في شرك تقدم العمر وتدني العطاء سريعا، وهي المعضلة، التي بقيّ منتخبنا الوطني يُعانيها جراء المُخالفات الإدارية.
ومع الإشادة، التي قُدمت للاولمبي، فقد لمسنا توازنا إعلاميا مطلوبا مع هذا الموضوع، لطالما كانت حزمة الأضواء المُفرطة، التي سُلطت في فترات ماضية سببا في نفخ بالون أي نجاح حتى ولو تحقق في مباريات ليست بالمهمة، في تفجير الغرور في نفوس اللاعبين وبالتالي ساهم عدم استيعاب لاعبينا للإشادة الاعلامية في تراجع مُستوياتهم بعدما اعتقدوا أنهم بلغوا مرحلة النجومية ولم تعد هناك فرص لمنافستهم..الكل أدرك مع نجاح الاولمبي وتعثر الوطني أن المسؤولية المهنية تتطلب أن نكون مُتوازنين في تعاطينا مع الحاليين من خلال تأشير تعثرات الفريق الأول مع توفير الدعم المعنوي نظير وجود بصيص من الأمل والثناء لانجاز الثاني (أي الاولمبي) مع التأكيد على وجود هفوات مطلوب العمل الجدي للقفز عليها في محطة النهائيات القارية، التي ستقام العام المقبل.
ولأننا نُنشد الفلاح لأي مهمة وطنية ،ومنها يقينا، رحلة المنتخب الاولمبي، فإننا نتطلع لان تشهد مسيرة الفريق في التصفيات الأخيرة الفائتة، عملية (تشريح) فني للوقوف على مكامن الضعف والسعي للتخلص منها وأيضا أن يُركن اتحاد الكرة الى توفير فرص التأهب المناسبة عبر توفير محطات إعداد تتخللها مباريات تجريبية مع منتخبات نظيرة أو فرق لأندية يُشار إليها، تجعل الجهاز الفني أمام صورة أكثر وضوحا حول المستوى العام للفريق ودرجة استقراره،
من ناحية الأداء الجماعي.